اختتمتْ شعبة التوثيق الحربي التابعة للعتبة الحسينية المقدسة مسابقة (الشهداء الأحياء)، السبت 15-1، على قاعة خاتم الأنبياء، وبحضور عدد من جرحى الحشد الشعبي وذويهم فضلا عن الفائزين في المسابقة.

وقد تم اعلان الفائزين بالمسابقة بعد وقفتين احداهما لنشيد الوطن والأخرى لقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، ثم كلمة للأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة، تلاها عرض آراء لجنة التحكيم بالقصص المشاركة، فنالت المركز الأول الكاتبة زينب الأسدي بقصة (فوضى الثقوب) والمركز الثاني للكاتبة ايمان كاظم عن قصة (وأغمض قلبه)، أما الثالث فكان للكاتب عبد الهادي فالح عن قصة (كون موازي).

وعن المسابقة قال محمد الميالي (مسؤول الشعبة) لواحة المرأة: "ضمن موسوعة من القصص التوثيقية التي كتبناها هذه المرة ارتأتْ الشعبة أن توثق القصص بواسطة مسابقة وقد تمت الموافقة عليها من قبل الأمانة للعتبة الحسينية المقدسة، بالرغم من قصر المدة وضيق الوقت إلا ان المسابقات وصلتْ الى أكثر من سبعين قصة، ثم شكلنا اللجنة برئاسة الدكتور عمار الياسري والمتكونة من الدكتورة رجاء بيطار ودكتور محمد صبيح من سوريا والدكتور محمد حاجي من تونس، وكانت النتائج مرضية حقيقة ومفرحة حيث تعرفنا على مبدعين من مجموعة من الدول فضلا عن العراق".


وعن المشاركات قال الدكتور عمار الياسري (رئيس اللجنة): " الغرض من إقامة المسابقة هي توثيق قصص شهداء وجرحى الحشد الشعبي، وأنا اعتقد أن هذه المسابقة أهدتنا عدة جماليات، الأولى رعاية الطاقات القصصية الإبداعية والثانية هي اعلام مضاد للإعلام الغربي الذي حاول أن يشوه كل هذه الجهود الجبارة في تحرير العراق والثالث هو توثيق هذه التضحيات العملاقة التي ربما تنسى في قابل الأيام فحينما تؤطر في مقام الأدبيات بالتأكيد سكون لها أثر، هذه المحاور العديدة التي أخذت بها المسابقة أعتقد هي من الأمور التي أدت إلى نجاحها"


وأضاف: "وقد شاركتْ في المسابقة أكثر من سبعين قصة ومن دول عديدة كسوريا والعراق ومصر ولبنان، واختلفتْ في مستوياتها منها المتقدمة جدا ومنها البسيطة، ففي الفرز الأولي الذي قامتْ به اللجنة ترشحتْ أكثر من عشرين قصة، وفي الفرز الثاني ثم فرز تمان قصص ثم وصلنا الى الضغط الشديد جدا ففازتْ ثلاث قصص، وحتى الفروقات بين هذه القصص كانت بأنصاف الدرجات وقد اخترناها بدقة تامة وهذا ديدن المسابقات الثقافية".


فيما عبرتْ زينب الأسدي عن سعادتها شاكرة: " من الدلالات الحضاريّة التي تُميّز المجتمعات، اهتمامَها بالجوانب الثقافيّة التي تحرّك عصب الحياة وترسم له حدّ الأفق الممتدّ أو الضيّق، لذا أخذت شعبة التوثيق الحربيّ في العتبة الحسينيّة المقدّسة على عاتقها النهوض بالواقع الإعلاميّ الذي يعاني حربًا هوجاء لا تقلّ عن حرب الميادين في المعركة تهدف إلى إضلال الأهداف السامية التي خاض من أجلها أبطال الوطن غمار الحرب وبذلوا في سبيله الغالي والنفيس.

لذا وفي مبادرة مُلهمة كانت انطلاقة مسابقة القصّة القصيرة لتوثيق البطولات التي قام بها أبطالنا في الميدان بحركة إبداعيّة متميّزة شاركت فيها العديد من الأقلام المتمكّنة لتخرج بنتيجة ممتازة من القصص والتوثيقات التي سيبقى صداها يتردّد عاليًا يصل أسماع الكائنات السفليّة التي تتربّص بهذا الوطن سوءًا فخرجت بنتائج باهرة حقّقت الأهداف المرجوّة التي سعت لها الهيأة التنظيميّة في المسابقة".


وعن القصة أضافتْ: "كانت قصّة (فوضى الثقوب) الفائزة بالمركز الأوّل عن حياة البطل 

المجاهد علاء جبر حمزة جاسم حسن الطائيّ، لواء علي الأكبر تولّد ١٩٨٥ الذي أصيب برصاصة من ثقب لا يتجاوز العشر سنتيمترات أحدثت شرخًا في كلّ حياته وأفكاره وتطلّعاته حتى كادت تودي به إلى الندم على ما قدّم ولكن تتغيّر الأحداث في اشتغالة سرديّة لطيفة تُحدث الدهشة والمفارقة".