بعدَ رحيلِها في كلّ ليلةٍ، أشعلُ السماءَ من رأسي، وأهجرُ اللّيلَ مليًّا، وأجلسُ وحدي، في حجرتِنا، الآيلة إلى السقوط من الحزنِ، تصفعُني أكفُّ الذكريات، وتشعلُ في قلبي، ألف نار!

فأرسمُ وجهَها، في أزقّةِ روحي، كالمصباحِ في زجاجةٍ، يضيءُ لي طريقَ الوحدةِ، بحثًا عن لقاءٍ، فيُقاسمُني مكانها، الفارغَ منها، البكاء صمتًا، فيتساقطُ الدمعُ، ليسقي وجهي بالشيخوخةِ، ألا أيُّتُها البعيدةُ القريبةُ، عُودي إليّ...

فحزني عليكِ، قد هرمَ في قلبي، فأصرخُ بصوتي المبحوح، فاطمة، فاطمة، إذن ماذا؟! أنا أموت.