لا يخلو أحدهم من ندبة ظاهرة أو يخفيها في جوفه، تبقى مجمرة في قلبه يشعلها من يصبُّ عليها زيتا ويُطفئها من يتقبلها ويحتويها، تلك الأسئلة التي يرميها الفضول بعنف دون الاهتمام للنار التي يلهبها في داخل الفرد، والذي قد يقضي ليالي بين الجدران يفترش دموعه ومنهم من يفكر بالانتحار أو ينفذه، فلا زالت صورة صديقتي وهي تخرج من المغاسل العامة وهي في أوج انزعاجها من سؤالهم حول ندبة الحرق الملتهمة للجزء الأسفل من وجهها بعد أن نزعتْ نقابها هناك، حيث انهالتْ عليها الاسئلة عن الأسباب وكلٌّ يصف لها طبيبا يزيل لها هذا التشوه، ومثلها ندب باطنة، لقبٌ مزعج، مقارنة بغيضة، فقدٌ، فراق، وغيرها مما يُسألُ عنه فيتواتر الألم على صاحبه، فلا يتركه حتى يأخذ منه حصته.

هذه الأسئلة المنبثقة من دافع فضولي بحت لا يسمن ولا يغني من جوع ما هي إلا معوقات لتجاوز أحدهم أزمته النفسية، أو محاولة تقبله لنفسه، أو حتى الخروج لمواجهة المجتمع ومع أول محاولة له يأتيه ذلك السؤال الذي يسقطه أرضا دون رحمة، مهما كانت شخصيتك فضولية أو تحاول معرفة معاناة أحدهم أو مساعدته، تستطيع الاستعانة بشخص قريب منه وتوصل ما تريده اليه دون الحاجة لإيذائه، فمن معه قد يتقبل منهم أكثر منك لأنهم يستطيعون إقناعه بشكل أفضل فهم على معرفة تامة بطريقة تفكيره أو كيفية تعامله مع هذه لمشكلة بالذات وكيف تعامل معها سابقا.

إن أجدر معاملة ممكن أن تكون مع أولئك هي اهداء ابتسامة تقبل لما يظهر منهم، وكلمات طيبة بالتعامل كأي فرد في المجتمع، أما من يبطن فإذا أردتْ أن تكون عنصرا فعالا في حياة الآخر أو تحمل عنه ثقلا فادفع عنه ما يرمى عليه من أثقال الكلام.