لقلم المرأة إحساسه الخاص في التعبير عنها كامرأة تفهم نفسها وتعبر عن جميع النساء، فمن الجميل أن توظف المرأة قلمها بعد تدريبه ليكون هو الصوت الذي تشعر من خلاله أنه يفهمها وينظر من نفس تلك الزاوية التي تنظر هي بها، وفي حوار لها مع للقوارير عرفتْ نفسها قائلة: 

زينب ناصر حسين الأسدي، وُلدت في كربلاء المقدسة عام ١٩٨٤م، وبسبب ظروف الهجرة أكملت مراحل الدراسة في دمشق وتخرّجتُ من الجامعة العالميّة للعلوم الإسلاميّة (كليّة الشريعة) عام ٢٠٠٣، عادتْ إلى العراق عام ٢٠١٨ ومنشغلة حاليًّا بالتدريس والكتابة.


دور الدراسة الأكاديمية

تترك الدراسات الأكاديميّة بمختلف أنواعها تأثيرًا بالغًا على الموضوعات التي يتناولها الكاتب حيث تجهّزه بالأدوات التي سوف يحتاجها خلال مسيرته الأدبيّة فتشكّل له دعمًا وسندًا يمكن الاعتماد عليه لتفادي الوقوع في الأخطاء وتكسبه المهارات اللازمة، كما أنها تقي الأديب من الانجراف في خضمّ الانحلال الفكريّ والخلقيّ الذي غالبًا ما يقع فيه الأدباء الماديّون الذين يتأثّرون بالتيّارات الفكريّة والسياسيّة الزائفة التي تتجدّد باستمرار بين الفينة والأخرى لتتسلّق الأكتاف الخاوية، وتلك حالة متفشيّة طالت حتّى كبار الأدباء على مرّ التاريخ.


في حضرة القلم ما هي الصعوبات التي يمكن أن تواجهها المرأة في الكتابة؟

للمرأة دور رئيس في إدارة الأسرة والقيام بأعبائها ورعايتها لذلك أيّ عمل آخر سيشكّل حِملًا إضافيًّا يعرقل هذه الحركة ويتأثّر بها في نفس الوقت، فضلًا عن وجود المشكلات الرئيسة التي تواجه جمهور الأدباء في البلاد النامية، والتخلف الفكريّ والاقتصاديّ الذي يفرض هيمنته بعنف على هذا المكوّن الهام في مجتمعاتنا، فما تزال الكتابة لم تتحوّل لصنعة من الممكن أن تحمل أعباء المعيشة لتؤمّن احتياجات الكاتب الرئيسة في إدارة الحياة.


المرأة الكربلائيّة هل تستطيع أن تكون في ساحة الادب بحرية؟

من أجمل ما في الكتابة هي حالة الانعكاس التي تُصوّر البيئة التي يعيشها الكاتب، في الحقيقة الكتابة توثيق تاريخيّ لسير الحركة الاجتماعيّة لمجموعة من الناس في حقبة معيّنة من الزمن في قالب أدبيّ مشوّق ولو حذفنا تصوّرات الانحلال الخلقيّ من لفظ (الحريّة) لاستطاعت أن تخلق المرأة الكربلائيّة أبراجًا من الجمال الذي يعكس عالمها الذي يضج بالمتغيّرات في أطوارها المتعدّدة.

ما هي الرؤية المستقبليّة للقلم النسويّ الكربلائيّ؟ 

أرى في الأفق وميضًا مشرقًا يثير التفاؤل، ويسدّ الفراغ الشاغر في الساحة الأدبيّة بعد الانفراج الحاصل جرّاء الظروف الفارضة التي ألمّت بنا (ولو جزئيًّا) ليفتح الطريق أمام هذا السيل الإبداعيّ الذي سيُبهر عُمقُه الوسطَ الإعلاميّ ويُثير التساؤل عن الأسباب التي دعت إلى تغييب القلم الأنثويّ واعتباره إضافة ثانويّة.

 بالنسبة لي الكتابة عالم أُعيدُ فيه ترتيب الموازين وأخلقُ فضاءات بإنارات متنوّعة، أهيمُ فيه بحريّة لأرسم خطوطه العريضة بعيدًا عن فروض الواقع السلطويّة.


ما هو المعيار الذي يمكن به قياس نجاح القلم؟

ربّما لا يوجد هناك معيار يمكن أن نعدّه فيصليًّا لقياس النجاح الأدبيّ، المقطوعة الأدبيّة إذا استطاعت أن تحفظ القواعد الأساسيّة وتثير الشوق والدهشة والاستغراب لتطرب لها النفس وتنتقل في عوالمها الماورائيّة وتصل للنتيجة والهدف بمعنى ألا تكون خاوية المحتوى تكون بذلك قد حققت النسبة الأكبر من أهدافها في التبلور واللمعان.


هل للدعم دور في صناعة الكاتبة؟ ومن له الدور الأكبر في دعم زينب الاسدي؟

من الممكن أن نقول بأن الدعم عمليّة تراكميّة هي نتاج عمر مديد وجهود متضافرة من قبل الجهات التربويّة المتمثّلة بالأسرة التي تشكّل المهادات الأولى لحركة الإبداع، ثمّ تتوالى بعد ذلك الأدوار لتشمل دُور التربية والتعليم في المدارس والجامعات انتهاء بالمجتمع الذي يفرض انعكاسه علينا بطريقة وأخرى لذلك يُنصح دومًا في سير العمليّة التربويّة، محاولة الانخراط في المجتمعات التي تسعى لتحقيق النمو من خلال دعم الكفاءات بالحلقات التدريبيّة والتثقيفيّة في الجوانب الاختصاصيّة التي يسعى لها الأشخاص.

في سجلّاتي قوائم كثيرة لأساتذة وأدباء ساهموا في تحقيق الدعم والنجاح حيث فاضت أفضالهم وتراكمت طوال السنين وأثمرت جهودهم المتواصلة على رأسهم والدي حفظه الله.