أربعا وعشرون ساعة نهدرها كل يوم بكثيرٍ من التفاصيل المهمة وغير المهمة, واحيانا لا نحقق أثناء اليوم أي انجاز, لا على مستوى العمل ولا العائلة والأهم على المستوى الشخصي وهو من نود الاشارة إليه من مضمون العنوان (نصف ساعة)...!
ترى هل نستحق نصف ساعة يوميا ننسحب فيها من كل نشاطاتنا والتزاماتنا ونختلي مع أنفسنا لاستعادة ذكريات معينة يمكنها تحفيزنا, أو للتفكير بالطرق الأنسب لإنجاز بقية مهامنا اليومية, أو مجرد تأمل ممزوج بعبادة مستحبة لتنقية النفس من تراكمات التعب والإرهاق؟
نصف الساعة هذه يمكنها أن تحدث انعطافا في مجرى أدائنا, فالإنسان ينشغل أحيانا بكل شيء إلا بنفسه, بمعنى آخر يحاول أن يرضي نفسه لكن ليس بالطريقة الصحيحة؛ وهنا يأتي دور النصف ساعة؛ لمراجعة ما نفعله ومطابقته مع ما نريد من جهة والصواب من جهة أخرى... فليس كل ما نريده ونسعى إليه يكون بالضرورة في صالحنا.
اشار أغلب علماء النفس والاجتماع إلى استحالة فهم النفس البشرية بشكل كامل, وهذا التعقيد بسبب سلسلة طويلة من الاختلافات بين شخص وآخر؛ لذا لا يمكن دراسة سلوك البشر كلهم والخروج بقاعدة نفسية حتمية كما في الميدان العلمي, وعليه فإن كل شخص هو الأكثر دراية بمكنونات نفسه, وكل ما يحتاجه هو أن يتعرف على ذاته أكثر وأكثر... وأن يمضي وقتا أطول مع ذاته ليسألها ويحاسبها ويذكرها, فالأيام تلتهم بعضها والوقت يسير بسرعة فائقة إذا لم نتوقف عند أنفسنا ونعرف بشكل يومي أين نحن وماذا نفعل وكيف يجب أن نكون؟
فما أحوجنا لدقائق مواجهة حقيقية نكتشف من خلالها إن كنا مع أنفسنا أم نتصرف ضدنا, دقائق تساعدنا على إنصاف حقوقنا وحقوق الآخرين, نصف ساعة فقط قد تحدث الفرق.
المرفقات
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري