زارَ وفدٌ نسويٌ من الولايات المتحدة الأمريكية العتبة الحسينية المقدسة، السبتْ 13_11_2021، الموافق 7 ربيع الآخر، وتجول الوفد في أروقة الصحن الشريف وشاهدوا المعالم الموجودة فيه.

وقالتْ آنا (زائرة من الوفد): أتينا إلى العراق كمغامرة إذ أخبرونا إن هناك إرهاب وموت ودمار، وكنّا نظن ذلك أيضا، لكن بعد أن تجولنا في محافظات العراق وجدنا الأمان وحسن الاستقبال والضيافة، أما في كربلاء المقدسة فكان الأمر أكثر جمالا وبهاء وهيبة حيث ضريح الحسين الإمام المظلوم عند الشيعة، بالرغم اننا من الديانة المسيحية لكن هناك شيء مختلف في الترحيب كأننا أبناء دين واحد، فلا أستطيع أن أصف شعوري هنا فأنا لا أشعر بغربة المكان أبدا.

وفي جولة لأقسام العتبة الحسينية المقدسة زارَ الوفد قسم الإعلام وقال عن اللقاء رئيس القسم عقيل الشريفي: "كان لنا لقاء مع بعض الأخوات الناشطات في المجال الاعلامي وبالخصوص على وسائل التواصل من الولايات المتحدة الأمريكية وذلك خلال زيارتهم للعتبة الحسينية المقدسة ضمن جولة سياحية لهم في العراق وقد أكدوا لنا اهتمامهم بالعراق بعد أن عرفوا ان هذا البلد يمثل مهد الحضارات وهذا ما التفتوا اليه بعد زيارة الباب للعراق ولقاء المرجعية الدينية الاسلامية العليا في النجف الأشرف" .

وقد دار الحديث عن كربلاء والإمام الحسين (عليه السلام) " إن اسباب تعلق المسلمين به والاصرار على إحياء ذكره واستدامة زيارته وقد بينا لهم أن الإمام الحسين يمثل صوت الاصلاح الحقيقي للمجتمعات الإنسانية وصولا لتحقيق الرفاه الاجتماعي عبر نظام حكم عادل وهذا ما دعاه الامتناع عن التسليم بالحكم للأمويين في عصره لما كانوا يمثلونه من قوة ظالمة سلبت حقوق الناس وهدمت الاسس الاخلاقية للمجتمعات المسلمة".

وفصَّل: "وبينا لهم بعد استفسارهم عن طبيعة حكم يزيد بأن هناك تشابه كبير بين حكم يزيد وباقي الانظمة الطاغوتية التي تدعي الاسلام ونظام داعش في هذا العصر والذي يدعي الاسلام ايضا على عكس حقيقة الاسلام المتمثل في عهد النبوة ودولة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) والتي أراد لها الإمام الحسين ان تكون هي الدولة القائمة بالعدل لرفع المظالم عن الشعوب الاسلامية وغير الاسلامية كذلك, ومن جانب اخر تم التطرق الى وضع المرأة في الاسلام واكدنا لهم أن النظرية الاسلامية قد جعلت للمرأة مكانة مقدسة فنحن كمسلمين نقدس الكثير من النساء المسلمات كالسيدة خديجة زوجة النبي وابنته الزهراء لها مكانة عظيمة لدى المسلمين اذ نعتقد بأنها قطب الرحى في هذا الوجود والسبيل الى الله (جل وعلا) فضلا عن تقديسنا للسيدة مريم ام النبي عيسى (عليه السلام) حتى ان الكثير من المسلمين يسمون بناتهم باسمها تعظيما لشأنها واحتراما لمقامها وغير ذلك فكما رأيتم أن النساء يشاركن اخوتهم من الرجال في ادارة العتبة المقدسة حتى اننا في المجال الاعلامي توجد لدينا الكثير من الاعلاميات وكذلك قنوات ووسائل اعلامية موجهة للمرأة".

وفي نهاية اللقاء عبرن عن سعادتهن الكبيرة في هذه الزيارة وشعورهن بالسكينة الروحية في مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) وأكدن رغبتهن في تكرار مثل هذه الزيارة مستقبلا.

والجدير بالذكر أن أبواب العتبة الحسينية المقدسة مترعة لجميع الأديان، فالحسين (عليه السلام) قضية للإنسانية جمعاء.