غالبا ما يكون اليوم الأول في الدراسة يوما صعبا على الطالب والمعلم، كونه يوم يتسم بالفوضى وعدم التنظيم ولا زال التلميذ غير مستعد نفسيا لتقبل المعلومة العلمية والنظام، فينقسم المعلمون إلى قسمين منهم من يعطي المادة من اليوم الأول ويترك التعرف على التلاميذ والمعالجات النفسية مع مرور الزمن والدروس، وبعضهم من يتعرف عليهم من الأيام الأولى ويبدأ بتحديد شخصيات التلاميذ وكيفية التعامل مع كل فرد منهم.

وغالبا ما يواجه المعلم مختلف الشخصيات وأكثرها تحتاج معالجة من قبل المعلم هي الشخصية الخجولة، من الضروري أن يعلم المعلم أن الخجل سلوك قابل للتعديل لأنه غالبا ينشأ من ارتفاع منسوب الأنا لدى الفرد فيرفض المجتمع أو التحدث أو المشاركة في الدروس كيلا يقع في الأحراج مع الأفراد أو لا يتعرض للتنمر والسخرية.

ما يحتاجه المعلم فقط تدعيم الثقة عند التلميذ، ويستطيع أن يقلل من حالة الخجل عند التلميذ أو يلغيها تماما، من خلال اتباع مجموعة من الأساليب:

1- اشراكه في الدرس بين الحين والآخر. 

2- تطلبين منه قراءة الدرس بصوت عالٍ، وإن أخطأ تشجعيه.

3- عند سخرية أحد التلاميذ منه يوبخ التلميذ مباشرة أمام التلاميذ حتى يشعر بأن هناك من يسانده فعلا.

4- تطلبين منه أن يقف عند السبورة ويقرأ أو يشرح الدرس لزملائه كأن يقوم باستراتيجية المعلم الصغير بشكل تدريجي.

5- تكليفه بمهام معينة مثل جمع الأوراق من زملائه أو الدفاتر أو يشرف على التلاميذ ويتابع واجباتهم.

هذه الأساليب قادرة على تعبئة التلميذ نفسيا وتبني ثقته بنفسه، ليتخلص من هذا الرهاب المسمى خجلا اجتماعيا، فإنَّ لدوركِ كمعلمة لتلاميذ صغار يجعلكِ أمام مسؤولية صناعة شخصيات هؤلاء الأطفال، وإعادة بناءها، فضلا عن تعليمهم، وما تزرعيه يبقى حصاده مستمرا لأنكِ مَن يضع اللبنة الأساسية لهذا الطفل، لذلك أنتِ المثال له في كلِّ تصرفاتكِ، فتذكري أنتِ تكادين أن تكوني رسولا!