غمرَ الضياءُ المدينة، وصلَ إليه، سرتْ رجفة في جسده، الأضواء تتساقط مرارًا من السماء، عَلَتْ صرخته قد وُلِدَ، راح يركض تجاه المدينة، تسبقه قدماه المتعثرة: أ وُلِدَ لكم مولود؟

أتاه الجواب: نعم.

انفرجتْ أساريره: خذوني إليه.

وصلَ الى هناك، يفرقع أصابعه، يذهب جيئة ذهابا، أتى الطفل، راح يقلّبه برفق ليرى كتفه، سرقتْ قلبه الشامة السوداء ذات الشعيرات، نظرَ إليها وقع إلى الأرض مغشياً عليه، فتعجّبوا منه، فقال: أتضحكون يا معشر قريش؟ هذا نبي السيف، ليبرينكم، وذهبت النبوّة عن بني إسرائيل إلى آخر الأبد، وتفرّق الناس يتحدّثون بخبر اليهودي.