بعض الوجوه تشعركَ بالطمأنينة بمجرد رؤيتها حتى لو لم تكن لك بها من صلة، يجذبك فيها انبثاق الإيجابية منها، هكذا كنا نطمئن برؤيته وهو يحتضن كتاب (مفاتيح الجنان) يرتل الآيات والأدعية بصوت واضح يصل إلى أسماع من يمر به ليبقى صوته عالق في مسامع الآخر، وهكذا اعتدتُ أن اسمع ترتيله صباحا كلما ذهبتُ إلى مكان عملي، هالة النور التي لا تُرى حتما تحيط بالمكان كما القلوب، أخذتني أقدام الفضول اليه فاستقبلني بابتسامة رحبة ترسم خطوط عمره بوضوح على جبينه وأعلى صدغيه، بعدها انسابتْ كلمات الأبوة على لسانه كرسالة أمان لحديث سلس، سألتُه عن استمرارية قراءته لتلك الآيات والأدعية ليجيب بحكمة: (هذا الوقت نعمة من الباري لتكون له).

علي جاسم الاسدي صاحب محل الأحذية في شارع الشهداء ستيني العمر يجلس على كرسيه صباحا، يبدأ يومه بدعاء الرزق ثم يكمل مسيرته كما أخبرنا (أقرأ الفاتحة أولا ثم أول سورة البقرة واخرها وسورة مريم وياسين والرحمن والحديد وتبارك والمزمل والنبأ وغيرها من أدعية مفاتيح الجنان).

هذه الرسالة التي تحمل في فحواها الكثير من دروس التنمية، من صناعة النموذج، واستثمار الوقتْ.