لم تعد وسيلة تربوية ناجحة أن تفرضي صداقتك على الأبناء، وذلك لتغير نمط الحياة الذي يحتم أن تسافري أو يسافر الابن مثلاً للدراسة أو حتى أن يكون بعيداً عن البيت لفترات طويلة، ولكن ذلك لا يمنع أن تكوني الصديقة القريبة البعيدة، حتى ان بعض الدراسات تشير إلى أن الصداقة بين الأبناء والآباء والأمهات ليست سهلة لتحقيق التوازن لعلاقة صداقة بينك وبين أبنائك 

اذن كوني ذكية في التعامل مع طفلك، وعليك السماح له بتحمل مسؤولية بعض الأمور التي تثقين أنه يكون قادراً على تحملها، ويجب أن تتابعيه لكي يقدر المسؤولية التي يحملها ويقوم بها على أكمل وجه

ومن الخطأ التدليل الزائد للأبناء، لان في ذلك تكون النتائج عكسية غير محمودة عقباها فيما بعد! 

المعاملة باحترام

عندما تعاملين طفلك باحترام منذ صغره فهو سوف يصبح صديقاً للأبد، احترمي كل شيء من ان تناديه باسمه حتى خصوصياته ومكانته أمام الآخرين

ويجب أن تكوني واضحة في وضع قواعد التعامل مع ابنك بحيث لا تكون حاملة لأكثر من معنى، ولا يحدث سوء فهم

يجب أن تضعي في رأسك وفي مخيلتك أن الابن أو الابنة لا يتوقف عند حد معين، بل هو يتغير ويكبر، وعليك تقبل فكرة التغيير وبأنه يتعلم كل يوم، ويكتشف أشياء جديدة حتى تستطيعي التعامل معه.

كما ان طفلك يتأثر بالمشاكل الأسرية منذ صغره، فلا تجعلي مشاكلك مع الزوج تؤثر على علاقتك فيه، ضعي حداً لأي مشكلة بعيداً عن الأبناء، ولا تجعلي مكانة الأب تهتز لديهم لتصبحي دوماً أنت وهو الأصدقاء المقربين لهم؛ فلا يبحثون عن غيركما لكي يصادقونهما ويتحدثون معهما عن مشاكلهم.

أما التماسك الأسري بين أفراد الأسرة فيتحقق بفعل العديد من العوامل:


العامل الديني

فالدين من أهم الأساسات التي تقوم عليها الأسرة، ويبدأ ذلك من حسن اختيار كل طرفٍ من الزوجين للآخر، كما أن الدين يبني الشخصية المتوازنة والمعتدلة، التي تعد جزءاً من الأسرة فينعكس ذلك عليها بشكلٍ إيجابي، فالإسلام رغب الارتباط بالمرأة صاحبة التقوى والسلوك الحسن؛ لأنها سبب في الحياة الزكية والهانئة، كما أن الإسلام حث المرأة على الارتباط بالرجل صاحب الدين الذي لا يظلم زوجته، أو ينال من كرامتها، أو يسبب الإهانة لها، وإنما الذي يشعرها بقيمة نفسها وأهميتها، وبذلك تتحقق الحماية للأسرة.

ومن الجدير بالذكر أن الإسلام بين القواعد الأساسية التي تقوم عليها الأسرة الناجحة، ومن ذلك: المودة والرحمة، والأخلاق الكريمة والحسنة، والمعاشرة بالمعروف، وذلك يتحقق في القيام بالأوامر الشرعية، والحرص على الالتزام بالتقاليد القومية للمجتمع، ومعرفة الحقوق والواجبات المتعلقة بالأسرة، كما أن أداء العبادات والفرائض بشكلٍ جماعيٍ داخل الأسرة له دور مهم في تحقيق السمو الفكري والروحي لها، وحمايتها من أسباب الانحراف.

 

العامل الاجتماعي

 لكل فرد من أفراد الأسرة حقوق وتقع عليه واجبات، وبذلك يكون كل فرد بما عليه من المهام والوظائف المتعلقة بها والتي تزيد تزيد من تماسكها وترابطها، ومن العوامل الاجتماعية المؤثرة على ذلك شعور كلا الزوجين بأهمية ومكانة العلاقة بينهما، وما لها من دورٍ بالغٍ في استقرار الأسرة، مما يؤدي إلى إنشاء علاقاتٍ جديدة لكلا الطرفين، ومن العوامل الاجتماعية أيضاً فهم التفضيل الإلهي، وتطبيقه تطبيقا صحيحا، وتكليف الرجل بمهمة رعاية المرأة، والحرص عليها، وحمايتها، والإنفاق عليها، ومعاملتها بإحسان، والاشتراك معها في اتخاذ القرارات التي تتعلق بالمنزل.


العامل الاقتصادي

 ينتظم بتحقيق دخل اقتصادي يلبي حاجات الأسرة الأساسية، من الطعام، والشراب، والمسكن، والملبس، وإن كانت عاجزة ماديا عن توفير حاجتها فذلك يؤدي إلى الشعور بالحرمان، مما يفضي إلى اضطراب العلاقات الأسرية، وزيادة المشاكل والصراعات بينها، ويمكن الحد من ذلك بتكاتف جهود أفراد المجتمع للحد من مشاكل الفقر والبطالة، وتوفير الحاجات الأساسية من الطعام، والمسكن، والخدمات التعليمية والصحية، والواجب على كل أسرة أن تلبي الحاجات الأساسية لها، ثم النظر في الكماليات من الأمور، وذلك بتقديم الأولويات على غيرها.


 العامل النفسي

 يبين علم النفس أن أساس نجاح العلاقة الزوجية بين الطرفين يعتمد على التوافق بينهما المرتبط بالنضج الانفعالي لهما، ويعرف النضج الانفعالي بأنه المؤشر الذي يبين مستوى قدرة الفرد على إدراك نفسه وغيره بموضوعية، مما يؤدي إلى قدرته على تمييز الحقيقة من الخداع، وبذلك فإن التعامل يكون بناء على الحقائق التي يدركها.