رفع علم بلاده ووقف يخدم الزائرين لا يعرف اللغة العربية ولا اللهجة العراقية لكنه يعلم علم اليقين انه نفر من ملايين جمعهم حب ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، منذ سنوات عدة يأتي من تركيا ليسجل اسمه في سجل الزائرين والخدم لسيد الشهداء ولم يكتفي بهذا القدر وانما في كل عام يصطحب معه امه لتشارك العقيلة زينب (عليها السلام) والنساء في اقامة عزاء الحسين الشهيد واولاده واخوته وصحبه من الشهداء، انهم اتراك جاء بهم عشقهم الحسيني الى كربلاء.
من إسطنبول
ابلغنا حاج مالك اشتر انه " قدم من مدينة اسطنبول التركية مع والدته الى مدينة النجف الاشرف ومنها الى مدينة كربلاء في العام 2011، وهو مواطن بسيط يأتي سنويا منذ عشر سنوات ليسجل اسمه في سجل الزائرين، وكان يمني النفس في ان يقف خادما لزوار الحسين عليه السلام، ولكن اللغة وقفت عائقا امام امنيته ومضت خمس سنوات وهو يسير من مدينة النجف الاشرف الى مدينة الشهادة والفداء كربلاء المقدسة مع المشاية وكان يحزن بشدة ويبكي في احيان اخرى لأنه محروم من الخدمة الحسينية"، وفي العام 2016 "تحقق حلمه عندما وجد موكبا فيه عدد من ابناء القومية التركمانية يتحدثون اللغة التركية فوقف عندهم وحكى لهم عن امنيته التي عقد العزم عليها منذ خمس سنوات وكان يحدث نفسه طويلا، لماذا لا اكون خادما للحسين؟ اليس الحسين لكل الناس ؟ألم يقاتل مع الحسين المسيحي والسيد والعبد والشيخ والصبي، فكان له ما اراد عندما وافق اصحاب موكب شباب المقاومة ان يستضيفوه خادما في الموكب وخصصوا له كشكا صغيرا رفع عليه علم بلاده تركيا ووضع كراسات مكتوبة فيها زيارة الاربعين واقوال عدد من المراجع بحق الزيارة والحسين باللغتين العربية والتركية".
حلم ثم واقع
وتحول الحلم الى واقع وباشر من تلقاء نفسه بعمليات التنظيف في الموكب وتوزيع للطعام وشراء الطحين واهداءه للموكب ليخبز ويوزع على المشاية، وحينها شعر بإحساس غريب انه اصبح خادما للحسين عليه السلام، وان مجيئه من تركيا مع امه ليس عبثا او تعبا انما قبولا عن الله ونيل شفاعة الحسين عليه السلام، واراد ان ينال الحسنين الزيارة والخدمة، فيبقى في الخدمة خمسة ايام ثم يكمل الزيارة بالمسير، ويأتيه عدد من الزوار الاتراك الذين يقدمون من تركيا الى مدينة النجف الأشرف في حملات متفرقة تصل اعدادها من 300 ــ 500 زائر ويبقون ثلاثة ايام يزورون خلالها مرقد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، ثم يزوروا قبور موتاهم في مقبرة وادي السلام ويتوجهون الى زيارة مسجد الكوفة وبيت الامام علي في مدينة الكوفة ويسيرون الى مدينة كربلاء وعند رؤيتهم لعلم بلادهم يقفون عند مالك اشتر ويتناولون اطراف الحديث عن خدمته في هذا الموكب ويشعرون بالفخر ومثلهم الاتراك من اصول اذربيجان وايران وتركمان العراق.
تطوير الخدمة
اشتر لم يهتم بتعب السفر وبعض المعرقلات التي واجهته ووسع من خدمته وسخر ما يمتلكه من خبرة في عمليات التدليك والمساج في موكب شباب المقاومة، واخذ ينادي على الزائرين بكلمة (مساج) ويقوم بتدليك اطرافهم وتخفيف التعب والتشنجات عن عضلات ارجلهم، وبات يستقطب الكثير من الزائرين بعدما يعرفوا انه زائر تركي يقدم الخدمة للمشاية حبا بالحسين عليه السلام، ويشير بفخر الى اخلاق العراقيين في التعامل معه وتشجيعه وشد ازره وتحيته من الكبار والصغار، حيث يبقى لمدة خمسة عشر يوما في الزيارة.
الأم الحسينية
رفيقته في الخدمة امه ( كلير حسين) تقول عن دورها" جئنا من اسطنبول الى مواساة السيدة زينب الكبرى (عليها السلام) التي قتل اخوتها وابنائها وسبيت وضربت وربطت بالسلاسل اسيرة يطاف بها من كربلاء الى الكوفة ثم الى الشام والعودة الى كربلاء لتعريف العالم بأسره ان للحسين في تركيا شيعة ومحبين وانصار وعشاق وجئت بعمري هذا وشيبتي وكياني خادمة صغيرة للعقيلة زينب وزائري اخيها الحسين، اعمل على مساعدة اي زائر تركي واخدم النساء العراقيات وغيرهن من البلدان الاخرى في خيمة تذكرني بمصيبة كربلاء والحسين مبينة: ان ما رأته هنا في كربلاء يشعرها بمعركة الطف والظلم والجور الذي وقع على الحسين واهل بيته (عليهم السلام)، وتشير الى انه "في تركيا تقام شعائر الحسين لكن ما يقام هنا في العراق من كرم العراقيين واصرارهم على المشاركة في العزاء وتذلل الخدم للزائر لنيل رضا الله وشفاعة الحسين والرايات والتشابيه يجعل ما كنت اراه في تركيا بكفة وما اشعر به هنا في كفة اخرى، مؤكدة انها: تشعر بحزن كبيرة وغصة في نفسي وحرقة في قلبي عندما تنتهي ايام الخدمة والزيارة ويتملكها الحزن ايام عدة بعد عودتها الى بلدها.
المرفقات
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري