توليفة غريبة تجمع المعلمين والمعلمات والمدرسين والمدرسات وطلبتهم في موكب يحرص اعضائه على تحقيق هدفي نيل شرف الخدمة الحسينية والتفوق العلمي، فيستمرون احد عشر يوما بالدراسة والعمل، فيتمكنون من خدمة عشرات الالاف من المشاية بوجبات طعام تسعة ووجبات اخرى خفيفة، وحتى من تخرج من المدارس والتحق بالكليات ما زال يخدم معهم.


تربويون حسينيون

الموكب يضم معلمين ومدرسين وطلبة من الجنسين وما جمع تلك الثلة المؤمنة بمظلومية سيد الشهداء عليه السلام هو حب الحسين، هكذا يصف فاضل جاسم صاحب موكب خدام الزهراء، ويضيف "كانت البداية في عام 2004 عبر تواجد اربع مدرسين وعدد من ابناء المنطقة بينهم كبار السن، ثم صار اتفاق على مشاركة مدرسة سيف علي الابتدائية بمعلماتها واساتذة متوسطة الاجيال وطلبتهما، فكانت الاستجابة قوية جدا عبر التبرعات او الخدمة ولحق بهم طلاب الاعدادية، واسست هيئة وتفرع منها لجان مختصة بإشراف اساتذة منهم معاون مدير مدرسة ومعلمين مشرفين على الانفاق اما طباخ الموكب فهو معلم اللغة العربية حسين خيون، وقد بدأ الموكب بخيمة جهزتها لنا العتبة الحسينية المقدسة ثم جرت توسعات كثيرة على الموكب، فأصبحت فيه قاعات للرجال والنساء وللطبخ ومخزن للمواد".

ويستمر بالقول "عمل الموكب احد عشر يوما وتقدم فيه ثلاث وجبات للإفطار حليب وشوربة وقيمر وعسل وبعدها بيض وطماطة وثلاث وجبات للغداء تقدم فيه دجاج على التمن وتشريب لحم وبرياني ولبن وغيرها من الاكلات المشبعة للزائرين"، فضلا عن "الخبز الحار الذي يصاحب كل وجبة، وهي اوقات معتمدة على حركة الزائرين لان الناصرية هي مسار لمرور زائري البصرة ومعهم زائري ذي قار، وبعدها في العصر فترة المرطبات حيث تقدم العصائر والفواكه والألبان، ثم تقديم وجبات العشاء بأكلات خفيفة ومشويات مثل التكة والكباب والمعلاك، وبالمجمل يستقبل الموكب سنويا بحدود 30 الف زائر يقوم بخدمتهم اساتذة وطلبة ومتطوعون يبلغ عددهم 80 خادما.


دخل الجامعة وبقي خادما

حسين كاظم خدم بالموكب منذ كان طالبا بالصف الاول المتوسط في متوسطة الاجيال عام 2007 وكان متفوقا في الدراسة ونجح بمعدل عالي في المتوسطة والاعدادية فأهله المعدل الى ان يدخل كلية الهندسة وهو الان طالبا في المرحلة الثانية، اول عمل مارسه في الموكب هو غسل الاواني وتنظيف الموكب وتوزيع الوجبات على المشاية، يبين ان "الخدمة الحسينية شكلت لي حافزا للتفوق الدراسي لأني مررت بأوقات تراجع مستواي الدراسي، وعرفت من الحسين ان على الانسان الصبر والثبات على المبادئ وان تحاول اكثر مرة لتحقيق هدفك وان نكون ناجحين ومتفوقين في الدراسة، ورغم اني الان طالبا جامعيا الا اني لا اترك الخدمة الحسينية لان مدرسة الحسين لا تضاهيها مدرسة، وكل قضية بدون هدف تمحى من الوجود وما اعلى واسمى اهداف الثورة الحسينية، وتجمعنا كمدرسين ومعلمين وطلاب في هذا الموكب رغم انه يثير الغرابة في نفوس بعض المشاية الا انه يبهر اعداد اخرى فنسمع منهم كلمات اطراء كثيرة، وما يميز العاملين في الموكب هو الالتزام بالدوام الرسمي، فترى الطلبة والاساتذة يتناوبون على العمل في الموكب بعد الانتهاء من الدوام.


معلمات وطالبات خادمات

وفاء جليل معلمة تخدم في الموكب من عام 2004 تخصصت في خدمة النساء بالتعاون مع عدد من المعلمات والطالبات، يبلغ عددهن 20 معلمة وعشرات الطالبات وتشكلت مجاميع نسائية لتقديم الخدمة في القاعة المخصصة للنساء اللواتي يصل عددهن الى 200 زائرة يوميا بينما يصل العدد الاجمالي خلال ايام الخدمة الى 1500 زائرة، كما ان الكثير من نساء البصرة اصبحن زبائن، فضلا عن الزائرات الايرانيات والجزائريات والاسيويات والخليجيات، ومجموع الخادمات من الاسرة التدريسية وغيرهن بحدود خمسون خادمة، ويحرصن على العمل والانتظام بالدوام والتفوق العلمي ليكون الهدف بين نيل شرف الخدمة والتفوق العملي متوازي.


طالب وخادم 

الطالب في مدرسة ذي النورين كرار حيدر كاصد (15 عاما) باشر في الخدمة الحسينية مع اقربائه وزملائه وهو سن السادسة عندما كان طالبا في الصف الاول الابتدائي، يوزع الماء والعصائر ويشارك في رفع النفايات وتنظيف الموكب ويستمر من العصر الى صلاة الفجر بعد ان ينهي دوامه، وهو متفوق دراسيا وبعد سنوات من الخدمة نجح الان من الابتدائية والتحق بالمتوسطة ويصر على الاستمرار بالخدمة لأنها وحسب قوله، اساس نجاحه وتفوقه.