مساعدة أطفالك على الاستفادة من شغفهم ومواهبهم هي واحدة من أعظم الهدايا التي يمكن أن تقدمها لأطفالك لان هذا الامر يساعدهم على التواصل مع مجتمعهم، فالموهبة داعم كبير لتقدير الذات ومعرفتها بشكل أكبر وليكون طفلك شغوفًا بما لديه من موهبة وتقدمه لمجتمعة كقدوة متميزة بين اقرانه
ليس من السهل معرفة مواهب الأطفال والفتيان وشغفهم لذا فمن المحبب التعرف على بعض الطرق للمساعدة في جعل هذه العملية أبسط
اكتشاف مواهب طفلك
أول شيء على العائلة فعله في مساعدة اطفالهم للعثور على مواهبهم هو الاستماع لهم و إلى اهتماماتهم والسماح لهم بالتحدث عما يحبون فعله وما يعتقدون بأنهم يجيدونه أفضل من سواه عندها سيعبر طفلك عن أفضل رؤية لقدراته ومواهبه بشكل أفضل من أي شخص آخر، فهو سيعرف ما يحب وما يكره وهذا الامر غاية بالأهمية ان لم يكن بنفس أهمية الموهبة الطبيعية نفسها
- اسأل طفلك عن المواد الدراسية التي يعتقد أنه الأفضل فيها والتي يستمتع بها أكثر من غيرها وتأكد ان تفرق بين المتعة والموهبة
- استفسر من طفلك عما إذا كان يعتقد أنه جيد في أي رياضة او الرياضة التي يستمتع بها بشكل أكثر
- قد لا يكون طفلك قادرًا على التعبير عما يجيده. ومع ذلك إذا كان يستمتع بأنشطة معينة، فقد يشير ذلك إلى موهبة لا تدركها
أفضل وقت للشروع في هذه الرحلة من التجربة هو خلال سنوات الدراسة الابتدائية فهذه الفترة يكون فيها الطفل أكثر انفتاحًا ليكون مبتدئًا في شيء ما، فسنوات الدراسة الابتدائية فرصة مثالية "للاستمتاع" إذا وجدت الشغف، فستتمكن الموهبة من الازدهار، لذلك يعد تعريض أطفالك لمجموعة من الأنشطة الجديدة دون أي حدود مسبقة نقطة انطلاق ممتازة
كيفية رعاية المواهب
الموهبة ليست امر بديهي تولد مع الطفل ولكنها تحتاج لرعاية وتمرين لتنمو وتصبح واضحة المعالم، فتحديد المواهب المحتملة لطفلك شيء، ورعايتها شيء آخر. كما ان تطويرها هو مزيج معقد مما يسمى بصقل القدرة الطبيعية من خلال الممارسة والتحفيز بل وحتى الفشل الذي يعد أمرًا أساسيًا في كيفية رعاية الموهبة لأنه يتضمن فهم كيفية حدوث أفضل الامكانات للتعلم على خلفية الأخطاء، وبالتالي عدم الخوف منها فهي تزود الأطفال بالخبرة اللازمة لتغذية التعلم، خاصة عندما يتم الإشادة بجهودهم الناجحة
المواهب لا تنمو عن طريق الصدفة
الاطفال متعددوا المواهب، على سبيل المثال لديهم آباء ضحوا بالوقت والمال والجهد لتطوير مواهب أطفالهم
هذا لا يتعلق بتوفير السكن الآمن بقدر ما يتعلق بالتشجيع الذي يحتاجه الأطفال من أجل النجاح، فمن الضروري بشكل كبير معرفة أن الأشخاص المهمين في حياتهم يؤمنون بهم. حتى إذا كنت لا تعتقد أن حلمهم يمكن تحقيقه، فليس من دورك أن تسحق شغفهم حتى لو ثبت أنهم لا يستطيعون تحقيق أحلامهم، فإن المهارات واحترام الذات التي اكتسبوها في الطريق ستثبت أنها لا تقدر بثمن في مجالات أخرى من الحياة
طريق النجاح
صحيح ان الإحصاءات تشير الى ان القليل من الأشخاص الشغوفين بموهبة ينجحون بالنهاية بفعل الإنجاز الكبير والمتميز في مجال المواهب التي اختاروها وانهم بالغالب لن يصلوا إلى القمة المطلقة لمواهبهم. ومع ذلك، فإن النجاح لا يقتصر فقط على وجه واحد فاكتشاف شيء ما تجيده، وتعلم المثابرة عندما تصبح الأمور صعبة، وتلقي الثناء والتشجيع، كلها أمور حيوية على طريق النجاح في الحياة
رعاية المواهب المحددة
يعد المديح والتشجيع امران مهمان في طريق تطوير مواهب طفلك. لذا دع اطفالك يعرفون بأنك فخورة بقدراتهم وأظهر لهم اهتمامًا بموضوع شغفهم سواء شاركتهم الاهتمام أم لا وابحث لهم عن أية فرصة متاحة لإبراز واظهار مهاراتهم امام الأصدقاء والأقارب فذلك كفيل ان يعزز دعمك لهم. فضلاً ان أهمية معلموا المدرسة القادرين على توفير فرص لصقل مواهبهم أيضًا. ولكن من أجل التطوير الجاد، قد تحتاج إلى اكثر من دعم مثل الدورات والمسابقات والمعدات
دع طفلك يأخذ زمام المبادرة
من الجيد دائمًا السماح لطفلك بأخذ زمام المبادرة عندما يتعلق الأمر باختيار شغفه ومواهبه ودورك هو أن تكون المدرب أو المرشد الذي يمكنه تقديم الاقتراحات بناءً على ما تراه وتسمعه من طفلك ومن خلال ذلك يمكنك تشجيع مواهب طفلك وشغفه وتعريضه لأنشطة مختلفة. ومع هذا فإن الأمر متروك له لمعرفة ما إذا كان يريد المشاركة على المدى الطويل أم لا؟
كل واحد من أطفالك هو نسخة فريدة خلقها الله بشكل مثالي. لديهم مجموعة المواهب والعواطف الخاصة بهم التي ستنمو، وفي النهاية تكون هدية تُمنح لهذا العالم بطريقة ما. ما لم يجد طفلك ما يجعله مميزاً، فلن يكون سعيدًا يعيش حياة مليئة بالإنجازات.
لؤي أمين
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري