ليس للحياة قيمة الا إذا وجدنا فيها شيئاً ما نناضل من أجله.. في المدرسة يعلموننا الدرس ثم يختبروننا، أما في الحياة فهي التي تختبرنا وتعلمنا الدرس، قد تقصر اعمارنا او تطول، فكل شيء مرهون بالطريقة التي نحيا بها، وكل واحد منا يمتلك في كيانه طاقة من الايجابيات التي يمكن استثمارها لتجعلنا بمنتهى الأمان النفسي والحضور المجتمعي.

قيمة الانسان ليس في شكله ومركزه الاجتماعي والوظيفي بقدر ما يتصل بارتباطه بالحياة وما يقدمه لها من استحقاق وجودي وعقلي ومن الاتجاهات المتنوعة والمختلفة في الوقت ذاته..وكل مانراه سواء كان مصادفة او بالتدبير، علينا ان نمنحه وقتا ونحيطه بأطار رصين ومن ثم نفككه فكريا كي لايخضع لتفسيرات غير منطقية واحكام سريعة.   

في هذه الحياة وبكل تفاصيلها المتعبة والمتغيرة علينا ان لانخجل من أخطائنا، لكوننا مصنفين ضمن البشرية بيد ان الخجل قد يتضاعف اذا كررنا الخطأ ونرمي اللوم على القدر! هذا ما يجعلنا نتفق على ان السلوكيات يتحكم فيها شيئان، المبادئ والمواقف الجارية .. واليوميات التي تمر علينا ماهي إلا ورقة من دفتر اعمارنا الذي ندون فيه كل صغيرة وكبيرة، ونحتاج الى مراجعتها كل حين ليتسنى لنا ادراك الصح من الخطأ وهي عملية غربلة واقعية تنتج منها اصفى القرارات والسلوكيات التي تريح الضمير والعقل وبالتالي نربح حياتنا في ظل تراكمات دنيوية لانحصد مها سوى ماكتبه الله جل وعلا لنا وفقا" للآية الكريمة التي وضعت امامنا طريقين هما (الخير والشر) وهديناه النجدين، عبارة قرآنية في غاية الصراحة والعمق المعنوي للاختيار، بها نسعى نحو امتلاك الادوات التي نسير بها نحو الحياة الأمثل او الى ظلمات قد تفضي بنا الى شقاء دائم.

سعاد البياتي