في اطار بحثي الدائم عن نساء ناجحات ومميزات جذبتني ذات مرة مشاركة الكاتبة والناقدة مروة العميدي في احدى الجلسات الثقافية النسوية وهي تتحدث عن تجربتها في الحياة والعلم والادب وتصف نفسها بسفيرة القناعة والتقبل وهي التي جمعت مختلف الفنون الادبية في يد واحدة وجملتها بتخصصها العلمي الانساني ورسالة الماجستير التي حصلت عليها مؤخرا، كما قرأت عنها هي نتاج قصة كفاح وعناد واصرار حقيقي.
مروة العميدي الشاعرة والروائية ايضا تؤمن بالقراءة وبأهمية الكتاب في حياة النساء وهي كناقدة تنشر ما تكتبه من قراءات ومراجعات لكبار الكتاب العراقيين والعرب في الصحف والمجلات المتخصصة كما اصدرت ديوانها الاول (ميم جزء من النص مفقود) وشرعت بكتابة اول رواية لها بموضوع غريب نوعا ما سألتها:
كيف تصف مروة العميدي نفسها؟
(الذات هي من تصف نفسها) هذا ما قالته جوديث بتلر وبما اني أوافقها الرأي فمن الممكن ان اصف نفسي بسفيرة القناعة والمقاومة والتقبل بالرحب والسعة.
كما سمعت من مشاركتك السابقة في الجلسات الثقافية بداياتك كانت صعبة مع المرض ماذا عنها؟
نعم، بدايتي كانت في مجال الادب صعبة نوعا ما، ففي متاهات الروح هناك كم من الوجع والمعاناة تجمعت على اثر تدهور صحي فقد مررت بمقاساة طويلة مع مرض التواء العصب السابع ربما تجاوزت الست سنوات كنت آنذاك طالبة جامعية في السنة الاولى وتعرضت لمضايقات وتنمر من قبل بعض الطلبة الذين كانوا معي بسبب انهمار دموعي بالشكل التلقائي نتيجة لطبيعة المرض لكنني ممتنة لنفسي على اصراري ومقاومتي وبقائي ومن هنا تحديدا كانت بدايتي الفعلية في دخول عالم الادب حيث بدأت بكتابة نصوص نثرية بسيطة ومقالات علمية واجتماعية تناولت فيها المرأة والطفل والمشكلات المجتمعية والنفسية التي كانت تتطلب تسليط الضوء عليها ثم تطورت في مجال كتابة قصيدة الهايكو اليابانية الاصل والتانكا والهايبون حتى سنحت لي الفرصة في وضع ديواني الاول (ميم جزء من النص مفقود)
كيف ومتى تسلل شغف الشعر الى قلبك؟
كنت قد قرأت رسائل منشورة في مجلة الف باء العراقية كان قد كتبها غسان كنفاني لغادة السمان لذا اعتبر غسان كنفاني ملهمي ومن هنا انهال الشعر من عبق الالهام.
هل يتعارض التخصص العلمي مع الميول الادبية وهل تتأثر به؟
نعم يتعارض تخصصي الدراسي مع ميولي نوعا ما، فأنا مختصة في علم المناخ الطبي وهو تخصص يعود الى قسم انساني – علم الجغرافيا مع ذلك له دور ومساهمة جمالية في كتاباتي من حيث الاستشهاد والوصف لذا أعده اضافة أنيقة
العام 2019 كان عام النجاحات وتحقيق الأهداف، ما اهم ما حققته مروة العميدي؟
كان عاما حافلا بالنجاح وبلوغ الاهداف حيث حصلت به على شهادة الماجستير في مجال تخصصي اضافة الى صدور كتابين وطنيين من عمل مشترك هدية للأبطال في سوح التظاهرات وجهود اخرى امارسها على مدار الأيام.
هل نتوقع ان تتحول مروة العميدي الشاعرة الى روائية مشهورة يوما ما؟
- نعم من الممكن فمن ضمن مخططاتي الحالية كتابة رواية من نوع الجريمة وقد وضعت حجر الاساس لهذه المرحلة.
هل تعتقدين ان المرأة العراقية قارئة جيدة للكتب؟
- اعتقد ان هناك فئة تقرأ بكامل التحمس والشغف واستشهد بصديقتي المهذبة تقى أسعد التي طالما ادعوها بالكارثة لأنها اخبرتني ذات مرة: (اني كارثة ! واخطر كارثة ولهذا عرفت، كان لا يمكن ان اكون في قلب احد على الاطلاق)
هل هناك حدود لطموح الشاعرة مروة العميدي وما هي خطواتك القادمة؟
- تقول اليانور روزفلت: (عليك ان تفعل الاشياء التي تعتقد انه ليس باستطاعتك ان تفعلها) لهذا النجاح يكمن فينا ويرتبط بطموحنا وخطواتي القادمة اكمال ما بدأت به وهي روايتي الاولى وطباعة ديوانين الاول يتضمن قصائد هايكو والثاني يتضمن رسائل أدبية.
ساجدة ناهي
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري