عرفنا الحروب منذ نعومة أظفارنا, سمعنا عنها وعشناها وارتبطت هذه المفردة بذاكرة سلبية لدينا, كبرنا وصرنا نسمع عن مصطلحات أخرى تنسجم مع كلمة الحرب مثل (الحرب الناعمة أو الباردة).. وغيرها من التسميات التي ما أن نخوض في تفاصيلها حتى نفهم سر التناغم في هذه العبارات.

الحرب المنعشة من وجهة نظري هي الحرب التي تنشأ داخل أسوار المنزل, صراع الأزواج الطبيعي واليومي على أمور بسيطة أو قد تتصاعد الى مشاكل كبرى تؤدي إلى إعلان الانفصال؛ أو أحيانا تنبثق الهدنة بعد مدة من التعود وتآلف طباع الطرفين.

أطلقت عليها الحرب المنعشة لأني أعرف إنه لا توجد حياة زوجية خالية تمامًا من الخلافات, ولكن تتراوح نسبها بين خلافات تندرج ضمن الحد الطبيعي؛ وأخرى تفوق حدود الاحتمال؛ لذا علينا استثمار هذه الخلافات بجعلها أدوات تغيير دون أن نتركها تتراكم وتترسب فتستحيل دون انتباه منا إلى أسلحة مدمرة.

كثير من الأزواج والزوجات يطلقون تسمية على مناكفتهم اليومية بملح الحياة الزوجية؛ أي إنها تمنح طعمًا مختلفًا بدل من الرتابة الباهتة, ومع إني لا أعترض على الفكرة بالمجمل لكني أتحفظ على تفسيرها العميق ونتائجها المستقبلية, فتعريف الحرب هو نزاع مسلح بين طرفين ينتج عنه انتصار طرف وتدمير الآخر(من دون ذكر أسباب الحروب المتعددة), وفي بعض الحروب يستنزف الطرفين طاقاتهما ويلجئان إلى هدنة وقد يتعاهدان على السلام, وفي الحياة الزوجية التي وصفها الله عز وجل في كتابه الكريم بوصف دقيق حول شراكة الرجل والمرأة في حياة كاملة لصناعة كيان أسري اساسه مرتكز على فهم الشريكين لبعضهما بعد أن يتزودا بالمودة والرحمة المتبادلة, يمكن أن نتقبل تناقض كفتي العنوان؛ لأننا أمام طرفين قادرين على تذويب حروبهما مهما بلغت ذروتها وجعلها محطات تغيير تنعش علاقتهما ولا تدمرها للوصول إلى السلام الشامل لكل معاني الحياة.

إيمان كاظم