يستيقظ رامي ذو الأربع سنوات كل يوم وقد بلل فراشه, يحاول جاهدا أن يمنع انتباه أحدا بشتى الطرق البريئة, لكن أسفا يقوم أخوته بالسخرية منه وجعله في حالة نفسية سيئة جداً تسبب له تفاقم الحالة وسط عجز والدته على حماية مشاعره؛ كون الموضوع يستفزها فتلجأ أحيانا إلى الغضب دون أن تدرك إنها عامل أضافي يزيد من حجم المشكلة!
ما هو التبول اللا إرادي ؟
هو تبول الطفل لا إراديا أثناء النوم, بعد السن الذي تبدأ فيه عادة السيطرة على المثانة, ففي الذكور تبدأ السيطرة على المثانة بعمر 3-4 سنوات وفي الاناث بعمر سنتين ونصف الى 3 سنوات.
وهناك اسباب كثيرة لهذه الحالة منها النفسي ومنها الجسدي, ومعظم التبول اللاإرادي هو تأخر في النمو - وليس مشكلة عاطفية أو مرض جسدي, فقط نسبة صغيرة (5 إلى 10٪) من حالات التبول اللاإرادي لها سبب طبي محدد, وعادة تكون متوارثة عائليا.
يعتبر التبول الليلي اللاإرادي عند الأطفال أولياً عندما لا يكون لدى الطفل فترة طويلة من السيطرة والتحكم على التبول, اما التبول الليلي اللاإرادي هو عندما يبدأ الطفل أو البالغ في الترطيب مرة أخرى بعد أن يكون قادرا على السيطرة على ادراره.
وللحالة النفسية اثر كبير في تدهور او تحسن هذه الحالة, فكثيرا ما نشهد حالات تأنيب وتعنيف واحيانا حتى عقوبات جسدية يمارسها ذوي الاطفال على ابنائهم وبناتهم بسبب هذا المرض مما يؤدي الى تردي الحالة المرضية نحو الاسوأ.
وتشير العديد من الدراسات الطبية إلى أن الآثار النفسية للتبول اللاإرادي أكثر أهمية من الاعتبارات الجسدية, وغالبًا ما يكون رد فعل الطفل وأفراد الأسرة على التبول اللاإرادي هو الذي يحدد ما إذا كانت مشكلة أم لا, ويفيد علماء النفس أن مقدار الضرر النفسي يعتمد على ما إذا كان التبول اللاإرادي يؤذي احترام الذات أو تنمية المهارات الاجتماعية.
ويواجه الاطفال المرضى مشاكل تتراوح بين الشعور بالإزعاج من الأشقاء، ومعاقبة الوالدين، والإحراج من الاستمرار في ارتداء حفاضات الأطفال، والخوف من اكتشاف الأصدقاء لذلك.
في مثل هذه الحالات يجب على الوالدين الاسراع بالمراجعة لأطباء المسالك البولية للبدء ببرنامج اعادة التأهيل للأطفال المصابين فكلما ازداد الاهمال لحالة الاطفال زادت الحالة سوءاً و ازداد الضرر النفسي على الطفل وحتى الاسرة.
المراجعة
عند مراجعة الطبيب تبدأ مرحلة الفحص والتشخيص حيث يجب التركيز على الوضع النفسي والعائلي للطفل وما اذا كان معرضا للتأنيب والاساءة النفسية او الجسدية, وتتم اجراء الفحوصات السريرية والمختبرية للمريض ومن المهم جدا قياس حجم المثانة وكمية الادرار المتبقي بعد التبول وهذا سيعطينا فكرة مهمة عن قدرة المثانة واستيعابها.
هناك عدد من خيارات لعلاج للتبول اللاإرادي و تنطبق هذه الخيارات عندما لا يكون التبول اللاإرادي ناجماً عن حالة طبية محددة تحديداً مثل خلل في المثانة أو مرض السكري, يوصى بالعلاج عندما تكون هناك حالة طبية محددة مثل تشوهات المثانة أو العدوى أو السكري, يُؤخذ أيضًا في الاعتبار أن التبول اللاإرادي قد يضر بتقدير الطفل لذاته أو علاقاته مع العائلة والأصدقاء, وهناك نسبة مئوية صغيرة من التبول اللاإرادي ناتجة عن حالة طبية محددة، لذا فإن معظم العلاج يتم تحفيزه من خلال الاهتمام برفاهية الطفل عاطفيا, ويميل العلاج السلوكي للتبول اللاإرادي عمومًا إلى زيادة احترام الذات للأطفال.
العلاج التحفيزي في التبول الليلي اللاإرادي عند الاطفال يشمل بشكل رئيسي:
1- تعليم الوالدين والطفل
2- يجب التخفيف من الشعور بالذنب من خلال توفير الحقائق وشرحها للطفل.
3- يجب تقييد السوائل قبل النوم بساعتين.
4- يجب تشجيع الطفل على إفراغ المثانة تمامًا قبل الذهاب إلى الفراش واثناء النوم كل ساعتين.
5- يمكن بدء التعزيز الإيجابي من خلال إعداد مذكرات أو مخطط لرصد التقدم المحرز وإنشاء نظام لمكافأة الطفل على كل ليلة لا يتبول فيها.
6- يجب أن يشارك الطفل في عملية التنظيف الصباحي كنتيجة طبيعية, هذه الطريقة مفيدة بشكل خاص في الأطفال الأصغر سنًا (أقل من 8 سنوات) وستحقق جفافًا في 15-20 ٪ من المرضى.
7- التقليل من الاطعمة اتي تحتوي على نسبة عالية من الكافايين مثل القهوة والشاي والشكولاتة والاكل الذي يحتوي على كمية كبيرة من التوابل.
عدي مجيد نصار / اختصاصي جراحة مسالك بولية
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري