الحياة الزوجية, اكبر مسؤولية يتحملها الطرفين لما يتخللها من صراعات بين متطلبات الحياة, والتوافق الفكري بكل تفاصيله بين الزوجين وحتى الابناء.

وفي خضم  هذا الجانب المهم وردتنا مشكلة قد يكون اتخاذ القرار فيها صعب للغاية, ففي الصبر والبقاء شقاء, وفي التخلي والفراق شقاء.

وبحسب ما سردته لنا (م , ا) حيث قالت: مضى على زواجي ثلاث سنوات، كان زوجي يعمل اجير في اسواق لبيع المنتجات الغذائية, اغلقه المالك مؤخراً لخسارة الحقت به الاذى، وهنا بدأت مشكلتي التي سرعان ما تحولت الى هاجس حزني.

فقد امسى زوجي عاطل عن العمل, يعتمد على والده بمصروف الاطفال من مأكل, ومشرب, وثياب, اما انا فقد كنت استعين بأسرتي لتحمل مصاريفي الشخصية من احتياجاتي التي كنت ارفض اخبار والد زوجي بها خجلاً.

تفاقم الأمر وأصبحت أسرتي  تتحمل تكاليف الطبيب إن مرضت، وهنا انفجرت بالغضب, ورحت أعاتبه واطلب منه تحمل مسؤوليتنا بدل ان يعطف علينا الاخرين, إلا إنه أبى الامتثال لطلبي, والذي هو حقي المشروع, وإنهال عليّ بالضرب المبرح.

عجزت أسرته من كبح عناده بعدم العمل وكانوا يواسونني بالتحلي بالصبر, والتحمل, على أمل أن يتغير يوما ما، اما اسرتي فكانت لا تملك سوى حل واحد وهو, الطلاق.

الحل المرعب في زمننا القاسي، وخصوصا اني ام لطفلين لا ذنب لهم سوى ان اباهم عاطل, أرجوكم ارشدوني لحل مشكلتي.

 

رؤية اجتماعية / الاستشارية زينب الوزني

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, اختي العزيزة :

بما ان ابغض الحلال عند الله هو الطلاق فنرجو منك ان تصبري على ما أنت فيه، وأن لا تقصري في حق زوجك، وأن لا تُظهري له أنك  معترضة على الوضع، وأن لا توبخيه أو تؤنبيه؛ حتى لا تفقدي أجرك وثوابك عند الله تعالى.

وعليك بالدعاء أنت وزوجك، والإلحاح على الله تعالى أن ييسر الله له عملاً، ولا ينبغي أبداً أن تملي من هذا الأمر، أو أن تشعري بالندم؛ لأنك تزوجت رجلاً فاضلاً ولكن ظروفه جاءت على غير ما كان يتمنى، ولكن احمدي الله على ذلك الذي لا يحمد على مكروه سواه.

عليك ان تضعي بعض الامور نصب عينيك وهي:

* تقبلي حقيقة أن الحياة يوم حلو ويوم مر.

* تجنبي الانسحاب والعزلة من الاسرة  بسبب ظروف زوجك.

* لا تفكري يوما ما في موضوع الطلاق وابتعدي قدر الامكان عن هذا الرأي لأنه يسبب تدمير البيت.

* واخيراً, حاولي ان تجدين عملا لك داخل بيتك يساعدكم من الناحية تلبية المصاريف لك ولأولادكم.

 

رؤية شرعية / الشيخ عبد الكريم هادي الحمداني

 الموضوع له عدة جوانب، فيما يخص الشرع فقد اوجب على الزوج القيام بواجبات مقابل حق القيمومة على الأسرة, ومنها السعي في توفير متطلباتها المشروعة, ومنها قوتها, ورعايتها, بما يرضي الله, وقد جعله الجهاد الاكبر، ويرفض كل ما يناقض ذلك, ومن التكاسل في السعي لتحصيل الرزق ومتعلقات الحياة الزوجية, وقد منع الضرب الى اذا اتت الزوجة  بفاحشه لا سامح الله, ولذلك تذكر التفاسير ان نبي الله ايوب اقسم بضرب زوجته مائة سوط فارشده الباري عز وجل الى استخدام باقة البرسيم بدلا وبذلك يبر بقسمه دون ايذاء زوجته.

اما الاستهتار في الحالة المذكورة فلا يرتضيها الشرع, وارشد إلى اتباع إجراءات منها النصح وبعدها الاحتكام الى الأهل وإلا فإن الشرع يردع المقصر بأساليب مختلفة تصل التفريق, والحجر, والله  المستعان.

إعداد واحة المرأة