الحلقة الثانية
حضرت أم أيمن مع ابنها معركة حنين وشهدت قتاله الكفار وهو يذب عن حمى الدين ويفدي رسول الله (ص) بنفسه حتى سقط شهيدا مضرجا بدمائه في سبيل الله وفي ذلك يقول العباس بن عبد المطلب عم النبي (ص):
ألا هل أتى عرسي مكـــرّي ومقدمي * بوادي حنينٍ والأســــــنّةُ تـُشـرعُ
وقولي إذا ما النفسُ جــاشتْ لها قدي * وهامٌ تدهدهُ والــــــــسواعد تقطعُ
وكيفَ رددتِ الخيلَ وهــــــي مُغيرةٌ * بزوراءَ تــــــعطي باليدينِ وتمنعُ
كأنَّ السهامَ المرسـلاتِ كواكــــــــبٌ * إذا أدبرتْ عن عجسِها وهيَ تلمعُ
وما أمســــــكَ المـوتُ الفظيعُ بنفسِهِ * ولكنه مـاضٍ على الهـــولِ أروعُ
نصرنا رسولَ اللهِ فـي الحربِ تسعةً * وقد فرّ من قـد فرّ عنه وأقــــشعوا
وعاشرُنا لاقـــــــــــى الحِمامَ بسيفهِ * بما مسَّه في اللهِ لا يتــــــــــــــوجّعُ
وفي البيت الأخير إشارة إلى بطولة أيمن واستماتته في الدفاع عن الإسلام ونصرة النبي واستهانته بالموت في سبيل الله وإنه بما مسه من جراح في الله لا يتوجع, وهي قصيدة طويلة عدد فيها العباس بطولات بني عبد المطلب ومنها:
حنوتُ إليهِ حيـــــــنَ لا يحنأ امرؤ * على بكرهِ والموتُ في القومِ منقعُ
وقولي إذا مــــــا الفضلُ شدَّ بسيفِهِ * على القومِ أخرى يا بُنيَّ ليرجعوا
كما ذكر هذه المعركة وثبات بني هاشم وأيمن بن أم أيمن مالك بن عبادة الغافقي حيث يقول:
لم يواسِ النـــــــبيَّ غير بني هاشمٍ * عندَ السيـــــــــــــوفِ يوم حنينِ
هربَ النـــــــاسُ غـير تسعةَ رهطٍ * فهمُ يهتــــــــــفونَ بالناسِ: أيـنِ
ثم قاموا مع النبـــــــــيِّ على المــــــــــــــوتِ فآبوا زيـــــــناً لنا غير شينِ
وسوى أيـــــمن الأمين من القومِ * شهيـــــــــــداً فاعتاضَ قـرة عين
وكانت أم أيمن حاضرة في تلك المعركة فزادتها شهادة ولدها صبراً ويقينا واحتسبته عند الله تعالى, كما حضرت أم أيمن مع رسول في حروبه قبل حنين فخرجت يوم أحد وهي تسقي المسلمين الماء، وتداوي الجرحى، ولما فر بعض المسلمين من المعركة بعد أن خالفوا أوامر النبي، كانت تحثو بوجوههم التراب، وتقول لهم: هاكم المغزل وهاتوا السيوف.
وقد حضرت أيضاً في معركة خيبر ولها مواقف مشرفة في الدفاع عن الإسلام ونصرة رسول الله (ص), وقد روي عن الإمام الباقر (ع) أنه قال في أم أيمن: أشهد أنها من أهل الجنة.
محمد طاهر الصفار
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري