ليس بمقدوري العمل بمجال آخر, فلكل شخص قدرة يعمل على وفقِها, عجزت عن اقناع زوجتي بذلك.
بهذه الجملة طرح الشاب احمد مشكلته, والذي يعمل بائع في منصة للخضروات لكسب قوت يومه.
تابع قائلا: حينما اقترنت بزوجتي كانت حياتنا تسودها المودة والقناعة, غير انها تغيرت تدريجياً وبدت تتذمر من عملي وتخجل منه وتصر على ان اتركه, وانا لا اجيد سواه فأنا اعمل في السوق منذ عشرين عاماً, وتطالبني بالمال دائما لتنفقه على اقتناء حاجيات ليست ضرورية تقليداً لسلفتيها.
تفاقمت مشاكلنا, وكانت الحصيلة بتركها البيت, شرط إنها لن تعود الا بتغيير عملي وتوفير سكن خاص بنا, او يبقى الحال كما هو, حاولت جاهدا الوصول الى حل لكن دون جدوى, فكرت بالطلاق غير ان الاطفال سيكونون الضحية فعدلت عن قراري.
واخيرا قررت اللجوء إليكم, لإرشادي فعل الصواب؟
الحل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لهذه المشكلة عدة تفرعات منها :
- يستحسن المحاولة في عمل آخر لتوفير حياة كريمة لأسرتك, وان كنت لا تجيد غيره لا بأس بالمحاولة؛ لتحسين مستواكم المعيشي, او تسمح لزوجتك بالعمل ان كانت لديها القدرة على ذلك, خارج او داخل البيت, للقضاء على أوقات الفراغ التي تمر بها, ولتوفير مبلغ من المال تحتفظ به لنفسها, أو المساعدة في مصاريف البيت.
- أن تعي إن التكافؤ أحيانا يكون عن طريق ما تمتلكه من قدرة على إقناع زوجتك بكيانك, وبالحوار الهادئ الذي يستميلها شعورياً, فكثيراً من الزوجات لا تهتم بالأمور الظاهرية إن كانت مشبعة عاطفياً من الداخل, وعلى هذا الكلام أمثلة كثيرة تؤكد إن ثمة علاقات زوجية ناجحة بظروف مشابهة لظروفك.. أي إن الرجل يعمل في مهنة متواضعة بينما تعمل زوجته بمجال أكاديمي مهم غير إنهما يدركان تماما إن العمل وإن اختلفت تصنيفاته يظل تحت مسمى واحد وهو السعي لكسب الرزق بطريقة مشروعة, أما تحقيق الذات من خلال العمل فهذا يحتاج إلى تأمل عميق للوصول إلى نتيجة حقيقية وهي إن تأمين الرزق الحلال, والعمل على استقرار العائلة, واشباع حاجات الأسرة المختلفة هي أهم ما يمكن الوصول إليه لتحقيق ذواتنا والشعور بتقديرها.
وأخيراً يستحسن أن يتدخل احد من ذويها او من له القدرة بالتأثير عليها, ومحاولة التكلم معها والتوصل معها لحل مناسب للمشكلة.
اما الطلاق هو القرار الأخير الذي يمكن اتخاذه وان طالبت هي بذلك.
الاستشارية زهراء الغانمي / مركز الإرشاد الأسري
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري