أفكارنا هي ضيوف عقولنا ، نحيكها برغبتنا جاعلين منها واقعاً نعيش داخله ولكن أكثرنا يخطئ في مكونات هذه الحياكة.. ما يجعل صورة الحقيقة مخفية وغير جميلة مليئة بالوهم والتشويه وهذا هو ما يفسد الواقع الذي نعيش فيه، لذلك يجب علينا أن نملك مهارات وسبل للعودة إلى حياة جميلة وصحيحة التي من خلالها نجذب الأشياء شيئاً فشيئاً..
من الضروري أن نكون واعين بالأفكار التي تراودنا أي نعلم أنها قد تكون أفكاراً سلبية لها أثرها السيء على نفسيتنا وطاقاتنا وحتى يصل الأمر في بعض الاحيان إلى سوء علاقتنا بالآخرين فعندما نشعر بذلك نخبر أنفسنا بأنها أفكاراً سلبية قد تسللت إلينا مما نلاحظ إن الكآبة التابعة لتلك الأفكار قد بدأت تتضاءل بداخلنا إلى أن تنتهي .
ونحاول تحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية، لأن طبيعة العقل البشري دائماً يميل إلى الأفكار الإيجابية ويقربها إلينا لأنها تدخل البهجة والسرور إلى العقل والنفس ويرفض الأفكار السلبية لأنها تجعله وسط الألم والمعاناة ولأن الأشياء والأفكار الإيجابية لها قوى تضاهي آلاف المرات الأفكار السلبية وقواها لذا كلما واجهتنا أفكارٌ سلبية علينا أن نقوم بتحويلها إلى شيء إيجابي ، مثلاً موقف مفرح أو سفرة سعيدة أو لقاء بشخص تحبه
كن ممتناً وشاكراً وفرحاً بحياتك وما فيها، وابحث عن الأشياء الجميلة التي تكمن بداخلك وإن واجهت صعوبة في البداية ، استمر لأنك حتماً سوف تجد أشياءً وليس شيئاً جميلاً بداخلك فكل هذا له الحق أن تعطيه اهتماما واستحقاقا أكثر مما تعطي لتلك الأفكار والوساوس السلبية وتسمح لها بالسيطرة عليك ففي النهاية عليك أن تقتنع بأن تعيش بعقل شاكرٍ مقدرٍ ونفسٍ راضيةٍ فإذا وصلت إلى هذا فستجد منبع النور يضيء حياتك وتعثر على الأشياء الجميلة فيها .
ولم يقف علم النفس عاجزاً في إنارة الدرب لعلمائه لكي يجدوا لنا طرقاً أخرى للتخلص من أفكارنا السلبية التي تراودنا بين الحين والآخر ومن تلك الطرق هي تمرين يعلمنا كيف أن نتحرر من تلك الأفكار التي تقودنا إلى مشاعر سلبية :
قوموا بشهيقٍ عميق ........ثم أخرجوا الزفير (كل الهواء).
أرخوا أجسادكم
ثم قولوا لأنفسكم إني أريد أن أتحرر
إني أتحرر من التوتر
إني أتحرر من كل قناعاتي القديمة
إني أشعر بالهدوء
إني في وفاق مع نفسي
إني في أمان.
كرروا هذا التمرين ثلاث مرات وعندما يبدوا لكم أنكم تتواجدون في وضعٍ صعب كرروا لأنفسكم هذه الجمل وعندها ستصبح جزءاً منكم وستعودون إلى طبيعتكم لدرجة أن كل التوتر والصراع الداخلي سيتلاشى تدريجياً، استرخوا.. وفكروا بشيء جيد فإن أفكارنا لا تملك أي سلطة علينا إلا إذا سمحنا لها بالسيطرة فالأفكار بحد ذاتها لا قيمة لها فنحن من نكسبها تلك القيمة..
نور عبد الرزاق
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري