يا قربةً لدموع نهري
من جودها أضْرمْتُ فجريِ

حلمُ الترابييّن يوقدهُ الندى 
برماد ذعري

وبشارةُ الآتين يحرسها الأسى 
ويصيحُ مُرّي

يا قربةً قدحتْ فمَ الغيمات
واشتعلتْ بصدري

ولسوء حظّ سهامها 
لآن من عينيَّ تجري

ابيات من قصيدة فائقة الروعة للشاعر وهاب شريف.. في وصف القربة، ولعلني اضيف  كلمات الرثاء والحب لها ولحاملها بعدما احدثت في كياني خفقات الرهبة والشوق حينما مررت بها وسقتني من رحيق عذبها ذات صدفة، وهي تدور بعذوبة في اروقة مضيفك سيدي  يا ابا الفضل، ثمنت بها اقداري كلها في كفة وهذه الشربة في كفة الترجيح الاولى، فمن اديم العطاء المحمدي السخي الذي لا يضاهيه عطاء، ولا توازيه حكايات الوفاء، ارتشفت ماءها ويداي وشفتاي ترتعش خجلا" من عطائك النفيس والمقدس ايتها القربة السعيدة، كيف تجرأت حينما اذهلت في حضرة وجودك امامي ولم اقف اجلالا لك وانت تقتربين مني في ذلك اليوم الملتهب وانت تمنحيني عبقا لذيذا من جودك الأشهى.. كيف لم اشعر بوجودك الا حينما اقتربت وشممت فيك رائحة الوفاء والكبرياء ، فلقد كنت رفيقة وانيسة لدعائي في حضرة القمر الهاشمي، اراها معلقة في فضاء الشجاعة والسطوع الالهي في باب ساقي العطاشى.. مرات عديدة نظرت اليك من بعيد حينما تعدو بي خطواتي نحو باب الحوائج في الليل الهادئ الا من ترانيم الكلمات الصادقة اليك لتحنو عليَّ نحو مجدك العالي سيدي يا ابا الفضل، كيف لي ان اصف ما تعلقت بك عشقا" واخلاصا" ودربا" من الشقاء والعز؟ من الحيرة والاقدام كيف تلازمت هاتان الصفتان في اديم رحلتك الى الله، في لحظات الشهادة الخالدة وانت واياها ترسم بخطوط البسالة النادرة اسطورة الزمن اللا منتهي التي كللتها تلك القربة الحانية عطاء" وسخاء" بنور الكبرياء يا سيد الظمأ. 
سعاد البياتي