التعلق باللعب مؤشر ايجابي
يعد اللعب بالنسبة للأطفال من أكثر الأنشطة ممارسة، يستغرق معظم ساعات يومه، وقد يفضله أحياناً على الأكل والنوم, كما إنه وسيلة فذة يتعلم بها الطفل مهارات جديدة ويطور مهاراته القديمة؛ لذا فإن غياب هذا النشاط لدى طفل ما.. يعد مؤشراً دالً على أن هذا الطفل غير طبيعي.
إن اللعب يصدر عن دافع حقيقي ذاتي لا نتيجة لتعزيز الآخرين له فاللعب في ذاته مكافأة للطفل, وهذا نشاط تلقائي طبيعي لا يعلمه إياه أحد, اذ إن اللعب يخدم جميع جوانب النمو، فيه يكتسب الطفل مهاراته الحركية ويقوي جسمه ويقوم بعمليات معرفية من استطلاع واستكشاف واستدعاء الصور الذهنية والرموز والمفاهيم التي سبق وأن كونها كوحدات معرفية، وفيه يتحسن أدائه اللغوي فيثري قاموسه اللغوي ويتعلم معاني جديدة وتراكيب لغوية متنوعة، وفيه يقوم بنشاط اجتماعي انفعالي عندما يلعب أدوار الأب والأم ويعبر عن انفعالاته ويختبر أنواع السلوك الاجتماعي التي تلائم الموقف كل ذلك بحرية تامة دون خوف أو تعرض لنتائج غير سارة, ويعد اللعب من أهم سلوكيات الطفولة ولا يعد نشاطاً ترويحياً بالنسبة للأطفال فحسب وإنما هو نشاط هام للنمو النفسي والعقلي والاجتماعي فهو خبرات أساسية تقود إلى التعلم بالاستطلاع وحل المشكلات والابتكار والتعبير الفني.
ايجابيات لعب الأطفال خارج المنزل
يرفض بعض الآباء ترك الحرية لأولادهم في اللعب خارجاً خوفاً وحرصاً عليهم، مما زاد من تعلق الأطفال بالألعاب الالكترونية والبرامج التلفزيونية، إلا أن اللعب خارج المنزل يكشف عن فوائد كثيرة حُرم منها الأطفال مثل:
1. تطوير مهارات النمو الجسمي:
قد يكون الهواء الطلق أفضل مكان يتعلم فيه الأطفال الصغار بعض المهارات الجسدية.
ففي الفناء الخارجي للمنزل أو الحديقة العامة، يتعلم الطفل الركض، والقفز، والوثب، إضافة إلى المهارات اليدوية مثل رمي الكرة وضربها والتقاطها, كما يستطيع الطفل إنجاز بعض المهارات اليدوية مثل دفع الأرجوحة أو شدّ الحبل أو رفع الأغراض عن الأرض.
فضلا عن ذلك، فإن هذه الحركة تدفع الى حرق المزيد من الوحدات الحرارية عند اللعب خارج المنزل، مما يحول دون البدانة، وخطر التعرض للأمراض.
لذا ينبغي على الأهل أن يخصصوا وقتاً محدداً كل أسبوع كي يلعب أطفالهم في الهواء الطلق، على اعتبار ذلك نوعاً من الوقاية الصحية، كما يكشف اللعب خارج المنزل عن فائدة أخرى، ألا وهي تحفيز قسم الدماغ المسؤول عن تنظيم الساعة البيولوجية وجهاز المناعة وإحساسنا بالسعادة.
2. تطوير المهارات الاجتماعية:
لا تقتصر فوائد اللعب خارج المنزل على الجانب الجسدي، بل تتعداه أيضاً لتشمل التطور في الجانبين الاجتماعي والعاطفي .
مما يحفز الاستقلالية عند الاطفال، والمهارات التنظيمية، واتخاذ القرارات, كما أن ابتكار القواعد للألعاب مثلما يفعل الأطفال الصغار يحفز فهم أهمية القواعد, وهكذا يتعلم الأطفال أثناء اللعب أهمية العلاقات الاجتماعية، واحترام العادات، وكيفية التواصل مع الآخرين مما يجعله قادراً على تكوين علاقات صداقة جديدة.
3. تطور النمو الحسي:
يتعلم الأطفال كثيراً من خلال حواسهم أثناء اللعب خارجاً، اذ تتوفر الكثير من الأشياء المختلفة والرائعة لرؤيتها مثل الحيوانات والطيور والنباتات الخضراء وسماعها مثل زقزقة العصافير وحفيف الأوراق وصفير الهواء، وشمّها مثل الأزهار العطرة والأرض المبللة بالمطر، ولمسها مثل الفراشات الصغيرة على غصن الشجرة، وحتى تذوّقها مثل قطرات المطر.
والواقع أن الأطفال الذين يقضون الكثير من الوقت وهم يكتسبون تجاربهم من خلال التلفزيون واجهزة الهواتف المحمولة والانترنت، يستخدمون فقط اثنتين من حواسهم السماع والنظر مما قد يؤثر سلباً في قدراتهم الإدراكية.
سلبيات لعب الأطفال في الشارع
يؤكد الاخصائيين الاجتماعيين خطورة تعود الاطفال على اللعب بالشارع بالأخص في سن الطفولة لما يحمله الشارع من مخاطر كبيرة منها:
1. احتمالية تعرضهم للدهس او التحرش الجسدي من قبل الآخرين.
2. يمكن ان يتعلم الطفل من الآخرين اثناء تواجده بالشارع سلوكيات سيئة مثل تعلم الالفاظ النابية، ومصاحبة من يكبره سناً مما يؤثر على سلوكياته الاجتماعية، وتعود الطفل على قلة الاهتمام بالنظافة الشخصية.
3. ان تساهل الاسر بالسماح لأطفالهم باللعب بالشارع في عمر لا يميزون به بين السلوك الخاطئ والسلوك السليم أي انهم لم يصلو بعد الى مرحلة النضج الأخلاقي وهذا ذنب كبير نقترفه بحق اطفالنا دون ان ندرك خطورته.
4. هناك اسراً تعتقد ان اللعب بالشارع يعود ابناءهم على الرجولة والاعتماد على النفس، وهذا اعتقاد خاطئ، فالطفل يجب ان يعيش طفولته بكل ما فيها من براءة وصدق، وينبغي الابتعاد عن ما يمكن ان يؤثر على تربيته سواء كان ذلك سلوكاً، او من خلال اعتياده على سماع الفاظ سيئة سيقوم هو بترديدها في وقت لاحق مع افراد اسرته، في الوقت الذي لن تتمكن اسرته من معاقبته كونها اسهمت هي بذلك من خلال سماحها له بالبقاء بالشارع.
مقترحات توجيهية
1. أهمية توفير بيئة سليمة للأطفال لممارسة الرياضة وهواياتهم بعيداً عن كل ما يمكنه ان يؤذى الطفل وايضاً اذية للجار (وهذا ما نهى عنه نبينا محمد صلى الله عليه وآله) عن طريق تخصيص مكان مريح ومناسب للطفل مثلاً حديقة المنزل او الباحة.
2. توفير بعض وسائل اللعب اليدوية البسيطة التي من الممكن ان ينشغلوا ويمرحوا بها في نفس الوقت في حديقة المنزل مثلاً كرة القدم، دراجة هوائية، وحوض السباحة.
3. مصاحبة الطفل للأماكن العامة والحدائق والأماكن الترفيهية، من وقت لآخر.
الاستشارية زهراء التميمي / مركز الإرشاد الأسري
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري