على مدى ثلاثين عاما في مجال العمل الاعلامي .. مع مجموعة من كبار الكتاب والصحفيين والاكاديميين.. تبلورت في عالمي الواسع العديد من المفاهيم والأطر الحياتية والعملية .. ذلك ان هذا العالم ممتلئ بالمفاجآت واليوميات التي تمنح قيما كبيرة في الوعي والتهذيب الفكري، وبلورة المواد الصحفية والتقاط الصور بطريقة بواقعية ، فكان كل ما نختاره يدخل من باب بناء الاسم الصحفي الجدير والقادر على تكملة مشوار العمل بدقة وحرفية عالية.. واهداف اخرى تصب في اكتساب الخبرة والمعرفة.. عدا ماكنا نلاقيه من متاعب ومنغصات والآم جراء ولوجنا الى الاماكن المؤلمة الحاكية لواقع حزين ينشد الخلاص، وخوفنا من الرقابة العليا المجحفة للكتاب التي تترصد الاقلام بسبب وبدونه.
لذا كان كم التجارب خطوط اجتياز الى النجاح وفرص الابداع في مجالات اعمق .. في الجامعة والبيت والبيئة المجتمعية والعمل والعلاقات الناضجة والسفر وغيرها من التفاصيل التي اشبعت ذاكرتي سنواتها الجميلة وروتها انتعاشا.. وكل ما مررت به جعلني ابصر ان السلم ما زال ممتدا ولابد من صعود مراقيه بتأن .. وبقيت انشد شيئا آخر يتوافق وبغيتي ومسيرتي بعد ذاك الزمن، غمرتني الامنية في قلبي واودعتها في سرائر الدعاء، ليأتي زمنها بعد حين .. فما ان هاتفوني للعمل في اعلام جميل في احب بقعة في نفسي .. تحت خيمة سيد الشهداء، وحبيب القلوب انتفضت فرحا ودون تردد.. ورحت اجوب المكان بحثا عن آذان تصغي للحظة تترجم ذلك الاحساس الوجداني الغامر، فالخبر رقرق دموعي الا انه لم يدهشني .. لان هاجسي وتعلقي بالرقعة المباركة وحبي للعمل مع اعلام ملتزم ونقي كان في طليعة ما اتمناه..
يبقى ان ندرك ان مساحة الاعلام واسعة وجديرة بالاهتمام والمهنية.. فيها تتدفق الافكار وتتكشف الحقائق وتتبلور الشخصية، لدوره الكبير في رسم خرائط النجاح .. وما علينا الا ان نعمل بثقة واجتهاد ومسؤولية وحب.. لان الاخير ركيزة اساسية للتفوق .. وبه نرتقي الى مسارات نظيفة وصافية بعد ان نكون ارتشفنا من عطور الاهتمام والزاد الثقافي الذي يضيء عوالم الابداع شكلا ومضمونا وألقا.
سعاد البياتي
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري