انطلقت صباح الأربعاء (21) ذو الحجة (1446) هـ الموافق (18) حزيران (2025)، فعاليات المؤتمر السنوي الخاص بالمبلغين والمبلغات، الذي نظّمه قسم الشؤون الدينية في العتبة الحسينية المقدسة، استعداداً لموسم العزاء الحسيني، وتحت شعار: "المحرّم وصفر – سرّ الخلود".


استُهل المؤتمر بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، تلاها مجلس نعي بصوت الشيخ ناصر الأسدي، عبّر فيه عن ملامح الحزن والولاء، مجسِّداً مصاب الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته الأطهار.


عقب ذلك، أُلقيت كلمات رسمية وعلمائية أكّدت على أهمية التبليغ في إيصال رسالة الإمام الحسين (عليه السلام)، وأبرزت دور المنبر الحسيني في تفعيل شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بوصفها امتداداً لرسالة الأنبياء والأئمة عليهم السلام.


وفي كلمته خلال المؤتمر، قال سماحة الشيخ أحمد الصافي، مسؤول قسم الشؤون الدينية: "إن موسم محرم فرصة إلهية لتجديد العهد مع الإمام الحسين (عليه السلام)، وإحياءً لقضيته التي تمثل امتداداً لرسالات السماء"، مؤكداً أن "ذكر الحسين هو نهج متجدد يزرع في النفوس حرارة لا تنطفئ".


من جهته، شدد السيد محمد صادق الخرسان، أستاذ الحوزة العلمية في النجف الأشرف، على ضرورة دعم المنبر الحسيني واستثمار الوسائل الإعلامية في ترسيخ القيم الإسلامية الأصيلة، محذراً من محاولات طمس الهوية الدينية، ومؤكداً أن "الوعي الحسيني هو صمام أمان للمجتمع الشيعي".

وقد ألقى خلال كلمته كلمة بيّن فيها وصايا المرجعية الدينية العليا للخطباء والمبلغين، مؤكداً على أهمية الالتزام بضوابط المنبر، والحرص على نقل الروايات الموثوقة، والابتعاد عن المبالغات، إلى جانب ضرورة ربط الخطاب الديني باهتمامات الناس وهمومهم المعاصرة، بما يرسّخ ثقة الجمهور ويزيد من فاعلية التبليغ.


واختُتم المؤتمر بجملةٍ من التوجيهات والتوصيات للمبلغين والمبلغات، ركّزت على ضرورة استلهام دروس عاشوراء، والعمل على نشرها بروحٍ مسؤولة ومؤثرة، تُجسّد مضامين الثورة الحسينية في الواقع الاجتماعي والفكري المعاصر.

تحرير ديمة رسلان