في الوقت الذي تسعى فيه الأمهات الجدد لتقديم الأفضل لأطفالهن، تبرز العديد من الأسئلة المرتبطة بتغذية الرضيع وسلامته الصحية، ومن بين هذه التساؤلات الشائعة: متى يمكن إعطاء الطفل الماء؟ وهل شرب الماء مفيد أم ضار للرضيع في أشهره الأولى؟
(للقوارير) تسلط الضوء على الرأي الطبي والعلمي حول العمر المناسب لتقديم الماء للرضيع، والمخاطر المحتملة عند التسرع في ذلك.
توصيات علمية
بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية (WHO) والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)، لا ينصح بإعطاء الماء للرضع قبل بلوغهم عمر 6 أشهر، والسبب في ذلك يعود إلى أن حليب الأم أو الحليب الصناعي يوفران جميع احتياجات الطفل الغذائية والمائية خلال هذه المرحلة، حتى في الأجواء الحارة.
وذلك لأن معدة المولود صغيرة جداً ولا تستطيع تحمل أكثر من ملعقة واحدة صغيرة أو ملعقتين من السوائل (5 مل إلى 10 مل)، ويُستحسن أن تمتلئ هذه المعدة الضئيلة بحليب الأم أو الحليب الصناعي، تنمو معدة الطفل تدريجياً خلال الأشهر الستة الأولى، وتتحول سعتها بعد شهر من (2.7) إلى (5) أونصات (80 مل إلى 150 مل)، وتسع في عمر (6) أشهر (7) أونصات (207 مل)، وهذا يفسر سبب إعطاء مقدار من الماء للرضيع بعد الأشهر الستة الأولى.
أخطار تقديم الماء قبل 6 أشهر
التسمم المائي: عند تقديم كمية زائدة من الماء لطفل صغير، قد يؤدي ذلك إلى خفض مستويات الصوديوم في جسمه، ما يؤثر على توازن الإلكتروليتات وقد يتسبب في تسمم مائي، وهي حالة نادرة لكنها خطيرة.
سوء التغذية: امتلاء معدة الرضيع الصغيرة بالماء يمكن أن يقلل من شهيته للرضاعة، مما يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية المهمة لنموه.
ضعف الجهاز المناعي: الحليب الطبيعي يحتوي على أجسام مضادة تساعد في تقوية مناعة الطفل، بينما الماء قد يُعرضه لملوثات في حال لم يكن معقمًا جيدًا.
العمر المناسب
يُنصح بتقديم كميات صغيرة من الماء (بضع ملاعق يوميًا) بعد عمر 6 أشهر، خاصة عند البدء في إدخال الأطعمة الصلبة، وذلك لدعم الهضم وتعويض السوائل، ومع ذلك، يظل الحليب المصدر الأساسي للتغذية حتى عمر السنة.
الماء المناسب للرضيع
يجب غلي ماء الصنبور حتى درجة الغليان في وعاء من المعدن أو الزجاج، في حالة استخدام الغلاية الكهربائية، يجب غلي الماء حتى انتهاء دورة الغليان، يُترك الماء ليبرد ويعبأ في زجاجة نظيفة ومعقمة، وإن لم يُستخدم في اليوم نفسه يجب التخلص منه، لا داعي لغلي الماء عندما يبلغ الطفل عامه الأول، ويمكن استبدال الماء المغلي بالماء المقطر لضمان خلوه من الشوائب والبكتيريا الضارة، ولا ينصح بتقديم المياه المعدنية المعبأة قبل إتمام الطفل عامه الأول لأنها تحتوي على نسبة كبيرة من الصوديوم والكبريتات، فضلا عن تقديم الماء في كوب صغير أو فنجان بدلاً من الزجاجة لتشجيع مهارات الشرب، مراقبة الطفل والتأكد من عدم وجود أي أعراض غير طبيعية، يعد شرب الماء جزءاً مهماً من الحياة الصحية، لكن لكل مرحلة عمرية احتياجاتها الخاصة، الالتزام بالتوصيات الطبية يضمن نمواً سليماً ويحمي الرضع من مضاعفات صحية لا داعي لها، لذا فإن الصبر والوعي هما مفتاح سلامة الطفل في سنواته الأولى.
المرفقات

واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري