(( اللّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلانا الإمام الهادِيَ المَهْدِيَّ القائِمَ بِأَمْرِكَ صَلواتُ الله عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الطَّاهِرِينَ عَنْ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الاَرْضِ وَمَغارِبِها سَهْلِها وَجَبَلِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَعَنِّي وَعَنْ وَالِدَيَّ مِنَ الصَّلَواتِ زِنَةَ عَرْشِ الله وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَما أحْصاهُ عِلْمُهُ وَأَحاطَ بِهِ كِتابُهُ، اللّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبيحةِ يَوْمِي هذا وَما عِشْتُ مِنْ أيّامِي عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي لا أَحُولُ عَنْها وَلا أَزُولُ أَبَداً، اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَالذَّابِّينَ عَنْهُ وَالمُسارِعِينَ إِلَيْهِ فِي قَضاء حَوائِجِهِ وَالمُمْتَثِلِينَ لأوامره وَالمُحامِينَ عَنْهُ وَالسَّابِقِينَ إِلى إِرادَتِهِ وَالمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، اللّهُمَّ إِنْ حالَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ المَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْما مَقْضِيّا فَأخْرِجْنِي مِنْ قَبْرِي مُؤْتَزِراً كَفَنِي شاهِراً سَيْفِي مُجَرِّداً قَناتِي مُلَبِّيا دَعْوَةَ الدَّاعِي فِي الحاضِرِ وَالبادِي))[1]
تشرق الارض بمعصوم بعد اخر فيحملني الحنين الى حبيب غيب عن عيني ـ اناجيه على بعده ـ بأدعية علمناها معصوما مثله ، لأن جهلي لا يرتقي الى مناجاة تناسب شانه ، فادركت من الدعاء ، ان حبي له يختلف عن باقي انواع الحب .
تتوق كل فتاة إلى اشباع الحاجة العاطفية لديها ، وبسبب ما يروج من ثقافة خاطئة وان كانت للسخافة اقرب من الثقافة ، فما يروجه الاعلام من قصص الحب وتفاهاته ، لا ترقى إلى مستوى الحب الحقيقي ، ويسمونه بأسماء تثير الغرائز وتطمس الجمال وتشوه المعاني والحقائق وينعتونه بـ (العشق الاسود ) و ( العشق الممنوع ) و ، ........ ، ........ ) ، وباقي الاسماء التي يسوقها الاعلام من خلال دراما حزينة تخترق بيوتنا فتفسد اكثر مما تمتع .
لكننا نامل ان يكون عشقنا للإنسان الكامل ، الذي يملا الارض قسطا وعدلا ، فيعم الحب كل الناس ، هو العشق الذي نتعلمه ونسعى اليه ، لان في حبه خصوصيات ، نورد بعضها لنعرف ان هذا هو العشق الحقيقي المنسجم مع الفطرة والذي يرتقي بعاطفتك وينقي وجودك ، فلذا سنستفيد من عبارات الدعاء في فهم خصوصياته سيما التربوية منها :
- حب أمامنا الغائب ، من الجميع ( اللهم بلغ مولانا صاحب الزمان عن جميع المؤمنين والمؤمنات ) .
- حبنا للصاحب العصر لا يحده المكان ( في مشارق الارض ومغاربها ) .
- حبه عجل الله تعالى فرجه ليس مشروط بقيد الحياة ، لأنه هو الحياة (حيهم وميتهم) .
- حب يمنح الحياة ( فأخرجني من قبري شاهرا سيفي ) .
- حب متوارث ( عني وعن ولدي ووالدي) .
- حب كبير ( زنة عرش الله ومداد كلماته وما احصاه كتابه) .
- حب متعهد به ملتزم بميثاقه (عهدا وعقدا وبيعة في رقبتي) .
- حب مستدام ( اللهم اجعلني من انصاره واشاعه والذابين عنه والمستشهدين بين يديه ) .
- حب صالح ( على طاعتك وطاعة رسولك ) .
أما صفات معشوقنا عجل الله تعالى فرجه الشريف ، فهي :
- مصلح ، ( عجل فرجه وسهل مخرجه واعمر به بلادك واصلح به بلادك ) .
- مجدد ، ( مجدد لما عطل من كتابك ) .
- حنون شفيق ، فعن الامام الرضا عليه السلام في وصف الامام المهدي أنه قال : " اشفق على الناس من اباءهم وامهاتهم ، فَأْتوه ولو حَبْواً على الثلج ؛ فإنّه خليفة الله عزّ وجلّ وخليفتي )[2]
- لا ينسى من يحبه ، حيث يقول عجل الله فرجه : " إنّا غيرُ مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء أو اصطلمكم الأعداء ، فاتقوا الله جلّ جلاله وظاهرونا " .
- قال الامام الرضا عليه السلام : " المهديُّ أعلم الناس، وأحلم الناس، وأتقى الناس، وأسخى الناس، وأشجع الناس ، وأعبَدُ الناس)[3]
- قال الإمام الباقر عليه السلام : " إذا قام القائم حكم بالعدل وارتفع في أيامه الجور وأمنت به السبل.. وأخرجت الأرض بركاتها، وردّ كل حق إلى أهله ولم يبق أهل دين حتى يظهر الإسلام ... وحكم بين الناس بحكم داوود وبحكم محمد ... فحينئذ تظهر الأرض كنوزها وتبدي بركاتها ولا يجد الرجل يومئذ موضعاً لصدقته وبرّه وتقضي العجوز الضعيفة في المشرق تريد الغرب لا يؤذيها أحد ... وتؤتون الحكمة في زمانه حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه واله " .
هذا حبنا وهذا عشقنا الذي نريد ان يعم البلاد ويوحد قلوب العباد .
د. مواهب الخطيب
[1] . مقطع من دعاء العهد .
[2] . عيون أخبار الرضا عليه السلام 60:2 : ح 230 .
[3] . وسيلة النجاة لمحمّد مبين الهندي :416 .
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري