تاهت نجمة يوما عن مسارها بعد أن تساءلت مع نفسها؛ لماذا هنا مكاني بالذات.. لماذا أنا؟!

 

يعيش الكثير منا أزمة تساؤلات ما برحت تتفاقم مع الايام..

نعود من نصال مصيبة فنقع بعدها في مطب ابتلائي آخر وبين النارين نرفع الرؤوس الى السماء ونتمتم بأسى؛ لماذا يا ألله؟..

لماذا أنا؟..

لماذا الحياة ضنينة عليّ بأشياء وكريمة على غيري بها؟..

اسئلة تبدأ ولا تنتهي إلا لتبدأ من جديد..

تبقى تدور او يُعاد تدويرها مع كل مناسبة حتى يواري التراب الجسد..

هي تساؤلات عقيمة تتعب نفسك بها وتجرّد روحك من ايمانها..

تلك الاسئلة عموما ضرب من المعاناة الصعبة وشكلا من اشكال العذاب الذي قد لا ينتهي، رغم ما تحمله بعض الاسئلة من جدوى؛ لأهمية البحث عن الهدفية في الحياة ولضرورة التنقيب عن قيم سامية ومنها العلم والمعرفة..

بيد أن هناك خيط يفصل بين الايمان والشك.. قد يكون الفاصل دقيقا.. مجرد سؤال في الظاهر..

ولكن باطنه الشرك والجحود والكبر تارة, أو الجهل وطلب الاطمئنان والمعرفة تارة اخرى..

فأنبياء  الله تساءلوا كعزير وابراهيم..

والملائكة تساءلت عن خلق ابو البشر، ولكن الشيطان اعترض على طلب الله بالسجود لأدم بتساؤله الاعتراضي والاستنكاري  بسبب غروره الاجوف.. ومنذ ذلك اليوم وابليس يزرع التساؤلات في اذهان ذرية ادم..

 

حسنا، قليل من الاسئلة ينفع ولكن كثيرها يُفسد النفس كما يفسد الملح الزائد الطعام..

تمهّل قليلا قبل أن تمضي ببعض اسئلتك الى حصان معصوب العينين فتسقط في فخ الاختبار..

نعم.. الاختبار..

فالله ما ابتلاك إلا ليمتحنك ويغربل صبرك وايمانك..

لماذا أنت؟ لأن الله يحبك واذا احب الله عبدا ابتلاه..

وما أجمل مقولة مولى الموحدين:

لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا!

 

بكت تلك النجمة حزناً.. ندماً.. خجلاً.. بعد أن رأت بعض النجمات يسبحنَ في ظلمات اقتم من ظلمتها، فكان نصيبهن الأفول..

وتساءلت هذه المرة تساؤلا مغايرا للأول..

كم كان مكاني مضيئا وجميلاً..

لماذا أنا؟!

لتجد نفسها في مكان اعلى وأسمى!.

فشتان بين تساؤلات التبرم والاعتراض وبين تساؤلات عدم الاستحقاق فالامتنان والشكر..

 

رقية تاج