السلام عليكم ورحمة الله...
أنا متزوجة من أربعة عشر سنة ورزقني الله بثلاثة أولاد وبنت, مشكلتي أن زوجي لا يعينني على تربية الأولاد ومتابعتهم سواء متابعة سلوكهم أو مستواهم الدراسي, حاولت كثيرا أن أجعله يهتم بتفاصيلهم اليومية ويأخذ دوره الطبيعي؛ لكن كل ما مر الوقت زادت المسؤولية عليّ وبدأت أتعب أكثر من لا مبالاته, أرجو أن ترشدوني عن كيفية التعامل مع مشكلتي ولكم الأجر والثواب؟
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختنا الفاضلة...
نشكر لكم حسن ظنكم وتوجهكم لطلب المشورة, وأعاننا الله على إرشادكم لما فيه الصلاح لحياتكم الأسرية.
عزيزتي التخلي التام او التخلي الجزئي للأب عن المهام المتعلقة به فيما يتصل برعاية الاولاد والغاء المسؤولية والاعتماد على الام, هو أمر مخالف لما جاءت به الشريعة الإسلامية, وكذلك مخالف لقواعد التربية السليمة, وهذا من شأنه أن يؤثر سلبا على تربية الأولاد وزعزعة ثقتهم به, لذا سنقدم لكِ مجموعة ارشادات لحل المشكلة :
1- يجب على الام ان تتعاون مع الاب في تحمل مسؤولية تربية ابنائهم وعليها ان توضح للاب على ان دوره مهم في تربية الابناء بأسلوب جيد وكلام طيب لتجنب حدوث نزاع.
2- يجب على الزوجة ان لا تعود زوجها دائما بانها هي المسؤولة وخصوصا الزوجة ذات الشخصية القوية؛ لأنها تبرمج زوجها على ذلك.
3- تقوية قدرات الزوج لمتابعة الاولاد , فالزوج الذي يعاني من ضعف قدراته على التواصل مع الاخرين او على حل المشكلات المتصلة بالأولاد او يفشل في حل المشكلات يصيبه اليأس ؛ لذلك يجب تقوية قدراته لتغلب على جميع هذه المشكلات .
4- يجب على الاب ان يكون مع الاولاد ويكون على علم بالأثار المترتبة؛ بسبب اهمال الاولاد والمنزل ؛ لانهم قد يتعرضون الى انحرافات عندما تكون متابعة الاب لهم ضعيفة ويكونون عرضة لأصحاب السوء ؛ بسبب غياب المتابعة .
5- ان مشكلة قلة المتابعة تكون فرصة للأولاد في مراحل عديدة من عمرهم يحبون التغلب على الضوابط والقيود والانطلاق بحرية كما يشاؤون وحين يشعرون بقلة المتابعة يصبحون اكثر جرأة على الواقع في المخالفات والانحرافات او الاهمال في شؤون حياتهم .
6- يجب على الزوجة ان تفهم طبيعة الزوج وتتفاهم معه في هذه الامور ويتم الاتفاق فيما بينهم على عملية التربية ودور كل واحد منهم .
7- يجب على الزوجة ان لا تستخدم اسلوب اللوم مع الزوج ؛ لان ذلك لا يؤدي الى اي نتيجة ايجابية اذ يقود الطرف الاخر الى السعي عن الدفاع عن موقفه
8- اقناع الزوج عن عدم وضع الزوجة بمفردها المسؤولة عن التربية بل تقاسم الادوار بين الزوجين فتتولى الزوجة الاعباء والمهمات والزوج ايضا.
9- الاب هو المسؤول عن توعية اطفاله وتنشئتهم ثقافيا فالطفل يعتقد ان اباه يعلم كل شيء ويمكنه الإجابة عن جميع الاسئلة فالأب هو معلم الاسرة وقائدها وعن طريقه يصل الطفل الى الكمالات النفسية كالثقافة والادب والفن والعلم وطريقة العيش وكلها من اسباب البقاء وكمال النفس, ليس صحيحا ان نتصور ان المدرسة هي المسؤولة فقط عن ثقافة الطفل فالأب يشيد دعائم العلم والمعرفة في الاسرة فهو الذي يوجههم نحو الطريق القويم .
10- يعتبر الاب معلما لولده ومرشدا فهو يماشي طفله خطوة بخطوة ويتحدث معه ويوجهه ويرشده ويعرفه بهذا العالم وانه مسؤول عن تفسير ظواهر العالم المختلفة له فالولد يرى في والده الكمال من خلال المعلومات التي يمتلكها والتصور الذي يحمله في الحياة .
11- يعتبر الاب مقصرا في عمله ومسؤوليته فيما لو صرف جهده وتفكيره في مجال توفير الحاجات المادية للطفل فقط وان من مسؤولية الاب هو مساعدته لولده باختيار طريقه في الحياة .
12- تجنب الزوجة معالجة زوجها عن طريقة الجدل ولومه المستمر على اهماله ؛ لان هذا الاسلوب يوتر العلاقة بين الطرفين فعليها توجيه الزوج بين الحين والاخر واخباره بنتائج الاولاد الايجابية وغير الايجابية على ان يتم ذلك في سياق تزويده بالواقع واطلاعه عليه.
ضحى مجيد العوادي / مركز الإرشاد الأسري
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري