نستخدم يوميا آلاف الكلمات ومن المعروف أن عدد الكلمات التي تنطقها المرأة تزيد بنسبة الضعف تقريبا عن عدد الكلمات التي ينطقها الرجل, وبعيدا عن أجراء مقارنة أو البحث عن سبب تفاوت النسبة بينهما, فإننا نتفق على إن الانسان بصورة عامة يتواصل ويتفاعل بالكلام, وبالتأكيد أن لكل شخص قاموس مفرداته الخاص به والذي يكون حصيلة ما مر عليه سواء سمعه أو قرأه خلال حياته, كما أن البيئة الاجتماعية تحدد النمط والأسلوب, فضلا عن استعمال كلمات منمقة أو مستهجنة حسب مقدار الوعي والثقافة, ويدخل ضمن ما ذكرناه أيضا الوازع الديني إذ إن ديننا القويم زاخر بالإشارات التي تبين أهمية البوح بالكلمة الطيبة دون سواها.
كل ما تقدم لابد أن يعزز قابليتنا على انتقاء كلماتنا أثناء تواصلنا مع الآخرين, ومهم أن نميز جملة من الأمور لننتخب لأنفسنا أسلوبا خاصا بنا.
مع من نتحدث؟ وأين؟ وما الهدف من حديثنا؟ وغيرها من الأسئلة التي تلخص أجوبتها نوعية الكلمات المستخدمة وطريقة رصها في جمل ذات معنى والأهم هدوؤنا وصوتنا يكون موائما لطبيعة الحديث, حيث أشارت دراسات عديدة بأن الأشخاص الذين يستخدمون كلمات دافئة وأنيقة هم أكثر الأشخاص نجاحا في حياتهم؛ كونهم يمتلكون قدرة التأثير في محيطهم من خلال سحر الكلمات.
وما يؤكد ذلك هو اختلاف استجابة الآخرين في الموقف ذاته, لكن؛ لشخصين مختلفين وحتما يعود مقدار الاستجابة سواء بالانسجام أو الاهمال وفقا لنوعية الكلمات المستخدمة من قبل كل شخص, فمن يعتني بكلماته ويدرك انتقاء الجيد منها حتما له الحظوة بالاهتمام والتفاعل بل بالتقدير والاحترام والاهم الإنصات لكلماته, أما من يعتني بالفكرة على حساب الكلمات ويستخدم أي مفردة دون اعتبار لوقعها على المقابل فحتما ينحسر الاهتمام بحديثه وربما يفقد تدريجيا قدرته على جذب الانتباه وغالبا ما ترتطم كلماته في جدران المكان ثم ما تلبث أن تتلاشى لأنها تفتقر لسر الجاذبية وبالتالي فإن إثرها وقتي كالفقاعة بحكم أن الفكرة لا تبدو جلية دون أن تكون في قالب الكلمة.
لذا فأن للكلمات أثرا كما للخطى, ومن يغرس قدمه في الرمال ليس كمن يطأ الأرض الصلبة وهنا يكمن سر الكلمة وسحرها وما تتركه من أثر.
إيمان الحجيمي
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري