يُعرّف الذكاء العاطفي علميًّا بأنّه: "قدرة الإنسان على التعامل بإيجابية مع نفسه ومع الآخرين، بحيث يُحقق أكبر قدرٍ ممكن من السعادة لنفسه ولِمَن حوله" (ستيفن هيين).

فهل شعرتِ يومًا بأنّ مشاعركِ هي التي تقودكِ وتتحكم بانفعالاتكِ؟ أو أنّكِ انفعلتِ وغضبتِ لسببٍ بسيط وندمتِ لاحقًا؟

ذكاؤكِ العاطفي هو أن تتناغمي مع مشاعركِ وتُحسني التعامل معها، لا أن تقومي بكبتها وتجاهلها، وهو قدرتكِ على أن تعرفي متى تتحدثين، ومتى تسكتين، ومتى تُسامحين.

في بعض الأحيان، تغلبنا مشاعرنا دون قدرتنا على السيطرة عليها، فكم من مرةٍ بكيتِ دون أسباب وجيهة؟ وكم من مرةٍ كنتِ زائدة الحساسية، ومتأثرةً بكلام الآخرين؟

ذلك لا يعني بأنكِ هشّة المشاعر، بل أنكِ بحاجةٍ إلى تقوية قدرتكِ على مسك زمام مشاعركِ وتفعيل ذكائكِ العاطفي.

وهل يوجد في هذا الوجود مدرسةٌ في الاتزان والحكمة كالسيدة زينب (عليها السلام)؟

يكفي أن نستذكر سيرتها وشموخها في واقعة كربلاء، واحتسابها، وسيطرتها على مشاعرها بالرغم من كلّ الأهوال والمصائب التي شهدتها أمام عينيها، سلامُ الله عليها، وبالرغم من ذلك كلّه، وقفتْ شامخةً في وجه الطغيان، وخاطبته بكل صبرٍ:

"ما رأيتُ إلا جميلًا" وأيُّ جمالٍ ذاك؟ جمالُ الصبر، جمالُ الرضا، والتسليم المطلق لقضاء ربّ العالمين، جعلتْ من مشاعرها عبادةً تتقرّب بها إلى الله تعالى، وألّا تكون انكسارًا أو انهزامًا، أيتها الزهرة، تقبّلي نفسكِ، وتصالحي مع عواطفكِ، وتدرّبي على الموازنة بين عقلكِ وقلبكِ، وقودي مشاعركِ دون أن تقودكِ هي.

وتذكّري أنّ الوضوء في لحظة الغضب يُطفئ نارها، امتثالًا لحديث نبينا الأكرم (صلّى الله عليه وآله) حين قال: "إذا غضب أحدُكم فليتوضّأ، فإنّ الغضب من النار، والماء يطفئ النار."