في كل مصيبة أو ابتلاء، في كل مشكلة أو حتى حوار ساخن، نتسم فيه بالهدوء أو البرود، وعندما ينتهي الأمر، نسأل أنفسنا: كيف استطعتُ أن أتحمل كل ذلك؟
وكثيرًا ما تتردد تساؤلات من حولنا: "هذه لا تستطيع أن تُكمل في هذا التخصص"، أو "لا تتحمل المسؤولية"، أو "لن تصمد أمام عبء الأمومة"، ثم نتفاجأ بأن من حكمنا عليه بالضعف قد تميز فيما ظنناه لا يناسبه. بل وقد يتفوق فيه على من اعتقدنا أنهم الأقوى.
وعلى مستوى النفس، قد نُصدم من تماسكنا في لحظة ألم، ونتعجب من هدوئنا رغم طبيعتنا الانفعالية، توقفتُ مرة أمام هذا التناقض، ووجدتُ إجابتي في قول الله تعالى: "لا يُكلِّف الله نفسًا إلا وُسعها"، فذلك الاتساع القابع في أعماقنا لا يُكتشف إلا بالابتلاء، ولن نعرف حدود طاقتنا حتى نخوض في دوامة المحن.
ولأن الله عز وجل يريد أن يُرينا ما نجهله من أنفسنا، أو يُظهره لغيرنا، يضع أمامنا اختبارات تمر بنا مهما صبرنا أو جزعنا، لكن المحفز الأعمق يكمن في الانتماء النقي، نحن حين نتألم كشيعةٍ لأهل البيت عليهم السلام، نعرف أننا لا نشعر وحدنا، لأنهم قالوا عن شيعتهم: "خُلقوا من فاضل طينتنا، يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا"، فتتسع أرواحنا لأوجاع الدنيا، لأننا لسنا منفصلين عن نورهم، بل نحن امتداد شعورهم.
المرفقات

واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري