أولًا:

يعتقد كثير من الآباء أنه بمجرد أن يأمروا أبناءهم، فإنهم سيطيعونهم وينفذون أوامرهم، لأنهم يملكون سلطة والدية، ولأنهم أكبر منهم سنًا، وهذا اعتقاد خاطئ؛ فالطاعة الحقيقية تأتي من المحبة والحوار. فالتربية الناجحة لا تسعى إلى الطاعة العمياء، بل تهدف إلى تحقيق الطاعة الواعية المبصرة.

ثانيًا:

يظن بعض الآباء أنه بمجرد أن يُلحقوا أبناءهم بمدرسة أجنبية أو تعليمية متميزة – سواء كانت خاصة أو حكومية – فإن ابنهم سيكون متميزًا ومبدعًا وخلوقًا، وهذا اعتقاد خاطئ؛ فبينما تُعد المدرسة صرحًا تعليميًا، تبقى التربية مسؤولية الوالدين أولًا، ثم المدرسة. وليس كل من دخل مدرسة متميزة يكون كذلك في سلوكه أو تحصيله.

ثالثًا:

من الأخطاء الشائعة أن يُنظر إلى الابن على أنه عنيد لأنه يناقش أوامر والديه أو ينفذ ما يراه صوابًا أحيانًا. ويُنظر إلى هذا العناد على أنه صفة سلبية، بينما هو في حقيقته قد يكون مؤشرًا على شخصية قيادية، ولكن على الوالدين أن يتعلما كيف يتعاملان مع هذه الشخصية، لا بفرض الأوامر، بل بإعطائه مساحة من الاختيار والمشاركة.

رابعًا:

يعتقد بعض الآباء أن غيابهم الطويل عن المنزل وبعدهم عن الأبناء لا يؤثر عليهم تربويًا، وفي أذهانهم أنهم سيعوّضونهم عندما يكبرون، وهذا اعتقاد خاطئ؛ فكل يوم لا تقضيه مع أبنائك هو يوم تربوي مفقود، فكلماتك، وحركاتك، وأفعالك هي ما يُشكّل شخصية أبنائك.

خامسًا:

من الأخطاء التربوية الظن بأن المراهق يمكن السيطرة عليه بالعنف أو الشدة أو الحبس أو الضرب، فالشاب أو الفتاة في عمر المراهقة قد يمثلان الطاعة أمامك، بينما يفعلان ما يريدان خلف ظهرك. فلتكن العلاقة قائمة على الحب، والحوار، والصداقة، بدلاً من العنف؛ فحينها ستكون استجابتهم لك نابعة من قناعة وثقة.

سادسًا:

يعتقد البعض أن الحرمان يؤثر سلبًا على نفسية الطفل دائمًا، خاصة إذا حُرم من شيء يحبه. والصحيح أن الحرمان المؤقت – عند ارتكاب الطفل لخطأ – يُعد أسلوبًا من أساليب التأديب الإيجابي. ولكن يجب أن يكون الحرمان مؤقتًا، وليس من أمر مشروع كصلة الرحم، وأن يكون من الكماليات لا من الضروريات، كالغذاء أو النوم.

سابعًا:

يظن بعض الآباء أن أبناءهم سيتعلقون بالله ويحرصون على الصلاة من دون أن تكون هناك قدوة أمامهم، والصحيح أن الطفل يتربى بالسلوك أكثر مما يتربى بالكلام؛ فكن قدوة له بالفعل قبل التوجيه.

ثامنًا:

من الأخطاء التربوية عدم السماح للأبناء بارتكاب الأخطاء أو حتى مشاهدتها، وتربيتهم على الكمال والمثالية فقط، فعندما يكبرون ويخرجون إلى المجتمع، يُصدمون بما يرونه، وقد يُظهرون ردّات فعل غير متزنة. فالسماح لهم برؤية الواقع تدريجيًا وتوجيههم أثناء ذلك هو جزء من التربية السليمة.

الاستشارية سمر محمد