إن المرأة مخلوق ناعم، حساس، مرهف، رقيق، عاطفي، وهذه الميزات تجعلها أكثر أنوثة، لهذا كانت مسؤوليتها العناية بالعائلة والتعامل اللطيف، فمجهودها الفكري يغلب مجهودها الجسدي، أي نحى الله المرأة عن الأعمال الشاقة والتعامل الخارجي للحفاظ على أنوثتها، وبالرغم من طراوة هذا الغلاف وشفافيته إلا أنها تمتلك قدرة هائلة في التأثير متى ما عرفت كيف توظف هذا العنصر المهم بشكل متقن ومقنن.
فدموع المرأة الصادقة، وصوتها المفعم بالرقة والحنان، وكلماتها المشبعة بالعاطفة، ومواقفها كلٌّ له تأثيره في اشباع حاجات الأسرة، فالمرأة تمتلك القدرة على خلق بيئة منزلية دافئة ومستقرة، ما يعزز من الاستقرار النفسي لجميع أفراد الأسرة، فهي من تبذل جهداً كبيراً في خلق التوازن بين مختلف مهام الحياة اليومية وبين احتياجات الأسرة من الجانب العاطفي، ولا يلغي دورها عن المهام الأخرى، ولكن هناك غذاء تحتاجه المرأة ليهذب هذه الأدوات بشكل إيجابي وبقوة موجهة حتى تؤثر على أسرتها وعلى محيطها الاجتماعي بشكل عام، هذا الغذاء يتجسد في المعرفة الهادفة والثقافة البناءة، فعقل المرأة حينما يتشبع بالمعرفة السليمة فإنها تفكر بشكل أفضل من غيرها، حيث تلعب دوراً محورياً في تأسيس الأسرة وتنميتها، وهي أيضاً وقاية لها من أمراض الشيخوخة والاكتئاب، فقد أجرت مجلة سيكولوجي توداي دراسة على 1300 شخص فوجدت أن الأشخاص الذين لهم أنشطة ثقافية معرفية كانوا أقل عرضة للموت خلال التسعة أعوام التي مثلت الدراسة من أولئك الذين ليس لهم أنشطة ثقافية، فالقراءة مصدر مهم لتحفيز النظام المناعي للإنسان، إضافة إلى أنها تزيد من أداء المخ بشكل يحمي من الاكتئاب، فالمرأة التي تثقف نفسها وتقرأ باستمرار تعرف كيف تتخذ القرارات الصائبة، وكيف تتخطى مصاعب الزمن، وكيف تدير مشاكلها الزوجية، والأهم كيف تربي أولادها، فالثقافة تعزز ثقتها بنفسها وتكسبها جمالاً في البيان، وطلاوة في اللسان، ومنطقاً في التفكير
فتهيئة المرأة نفسها قبل الزواج أمر بالغ الأهمية، فهي بحاجة إلى اطلاع كامل ومعرفة تامة حتى تستطيع أن تنشئ جيلاً، خصوصاً إشباع الجانب الديني، فالعوائل تفتقر لهذا الجانب المهم الذي منه يتكون أساس الأسرة الرئيسي
إن معرفة المرأة بمهامها ودورها الفعال في إنشاء أسرة صحية ومتوازنة يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة داخل الأسرة، وأيضًا على استقرار المجتمع، فكلما كانت المرأة على دراية بعوامل النجاح في بناء أسرة مستقرة، كلما كانت قادرة على تربية أجيال قوية، قادرة على مواجهة تحديات الحياة وتحقيق تقدم مستدام للمجتمع ككل، والآن قرري اتخاذ هذا السلاح لتبني ذاتك وأسرتك ومجتمعك
المرفقات

واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري