قالت لي إحدى الأمهات إنها تواجه مأزقًا كبيرًا سببه خيال طفلها الواسع الذي يشن عليها هجومًا بأسئلته الفضولية منذ الصباح الباكر، مؤكدة أنها لا تعرف سبل الإجابة على هذه الأسئلة التي لا تتوقف في بعض الأحيان حتى حلول وقت النوم
معاناة النساء من هذا الموضوع مشتركة، فبعض هذه الأسئلة ليس من السهولة الإجابة عليها مثل: لماذا يموت الناس؟ ومن أين جئت؟ ولماذا يجب عليّ الذهاب إلى المدرسة؟ أو لماذا السماء زرقاء؟ وغيرها من الأسئلة التي تترك الآباء والأمهات في ذهول فيناضلون من أجل الإجابة عليها.
الموقع المنقذ
أم مينا قالت: إن متوسط وابل الأسئلة التي تطرحها طفلتها الصغيرة التي تبلغ من العمر أربع سنوات واستفهاماتها الكثيرة (كيف، ولماذا، ومتى، وأين، وكم العدد) لا تستطيع احتمالها في بعض الأحيان ولا تتمكن من الإجابة عليها كلها، مما يجعلها تهرع إلى منقذها الرئيسي هنا وهو موقع (غوغل) للبحث عن إجابات مناسبة لهذه الأسئلة وهذا الموضوع بالتأكيد يحتاج إلى وقت وتفرغ وصبر طويل وهذا ما لا تستطيع احتماله خاصة مع انشغالاتها المستمرة في تنظيف المنزل والطبخ وتدريس باقي الأولاد.
كما أكدت السيدة آية عبد الله أنها تواجه نوعًا من الحرج والارتباك من هجوم الاستفهامات والاستجواب المستمر من طفلتها على مدار أكثر من (14) ساعة في اليوم، فهي تسأل عن كل شيء يحيط بنا وأسئلتها لا تقف عند حدود معينة وأحيانًا كثيرة لا تشبع الإجابة فضولها، لذلك تحاول جاهدة في بعض الأحيان تغيير الموضوع لتتخلص من هذا الحرج، مشيرة إلى أن الأمر الغريب هنا أن الآباء يتلقون هذه الأسئلة ونضطر نحن النساء للإجابة عليها.
السيدة سحر الطائي أدلت بدولها هي الأخرى قائلة: إنها وجدت صعوبة بالغة في الرد على أسئلة طفلها الأول وكثيرًا ما حاولت التهرب منها وعدم الإجابة عليها، إلا أنها الآن وبحكم خبرتها مع أطفالها الأربعة أصبح لديها خبرة متراكمة حول هذا الموضوع وأصبحت الصعوبات أقل وطأة عليها، مؤكدة أن المعلومات التي تترسخ في أذهان أطفالنا منذ الصغر تأتي مما نقوله لهم، لذلك لا يجب الحذر عند الإجابة على هذه الأسئلة ويجب على الأم عدم تزويد أطفالها بمعلومات خاطئة أو مضللة لمجرد إنهاء الحديث.
استجواب مستمر
وما يثير الدهشة أن معظم الأمهات والآباء أكدوا لنا أن الاستجواب المستمر مرهق جدًا بالنسبة لهم، في حين كانت ردود نسبة قليلة منهم إيجابية مؤكدين أن اهتمام أطفالهم في العالم من حولهم يجعلهم فخورين جدًا بهم، مؤكدين أن من الطبيعي عندما يكبر الأطفال أن تكون أسئلتهم غريبة، ولكن من الصعب جدًا معالجة المواضيع الأكثر صعوبة مثل المال والنوم وغيرها من المواضيع.
الدكتورة منى الساعدي، الأستاذة في علم نفس الطفل، قالت: يبدأ الأطفال بطرح بعض الأسئلة الفضولية بين سن الثالثة والرابعة من العمر عندما يبدأ الطفل باستكشاف العالم من حوله، لذا فإن ارتباك الأمهات من الاستجواب المستمر لأطفالهن أمر طبيعي ولا يثير الدهشة، مع العلم أن الأطفال الذين يعيشون في المدينة أكثر فضولًا من غيرهم وهم يسألون ما معدله (93) سؤالًا كل يوم، أي أربعة أسئلة تقريبًا كل ساعة من ساعات الاستيقاظ، كما أن أسئلة الطفل تزداد كلما كثر استماع الطفل لمحادثات الكبار، فضلاً عن أن (46%) تقريبًا من هذه الأسئلة تعزى إلى اختلاطهم بأطفال آخرين أو إلى خيالهم الواسع.
اللعب التنموي
ولمساعدة الآباء في التعامل مع بعض أسئلة الأطفال المحرجة، قالت الدكتورة الساعدي: تحاول بعض المراكز المتخصصة في علم نفس الطفل في بعض الدول الغربية عمل سلسلة من مقاطع الفيديو التي تتناول مواضيع هذه الأسئلة باستخدام مجموعة من الألعاب التي تساعد الأطفال على اللعب التنموي الذي يطور مهاراتهم، لذا فإن تحميل هذه المقاطع والحصول عليها من بعض المواقع الإلكترونية يخلص الآباء والأمهات من هذا الحرج والارتباك، لأن استخدام الوسائل التعليمية والبصرية مثل الدمى يمكن أن يساعد على التخفيف من صعوبة مناقشة المواضيع الأكثر تعقيدًا، كما أن التعبير عن الأفكار والآراء المعقدة من خلال الأشياء المألوفة يمكن أن يساهم في كثير من الأحيان في إفهام الطفل أن الدمى والألعاب تساعد في تطوير خيال الطفل وتلعب دورًا مهمًا في تنمية طفولته، ووسيلة رائعة لتعليم الأطفال وتجعلهم ينمون بطريقة خلاقة وممتعة.
المرفقات

واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري