يؤثر الصيام بصورة مباشرة على أنظمة الجسم كافة عند جميع الأشخاص بشكل عام، وعلى مرضى الشقيقة بشكل خاص، إذ يعاني المصابون بالشقيقة في شهر رمضان، لا سيما في الأيام الأولى، من زيادة نوبات الألم أو زيادة مدتها وحدتها أو استمرارها، يعود ذلك إلى التغيرات الوظيفية الحاصلة في جسم الإنسان خلال ساعات الصيام الطويلة، إضافة إلى الجفاف الناتج عن الانقطاع عن الطعام والشراب وفقدان السوائل، يؤثر هذا بشكل مباشر على مرضى الصداع النصفي، مما يؤدي إلى حدوث النوبات أو زيادة حدتها وتكرارها أثناء الصيام، ويرجع ذلك إلى الميكانيكية التي يسببها الجفاف على مستوى الأوعية الدموية، حيث يؤدي نقص الماء إلى إفراز مادة الهيستامين في الجسم، مما يؤدي بدوره إلى توسع الأوعية الدموية في الرأس، وبالتالي تفاقم الأعراض.
إن مرض الشقيقة هو مرض يتأثر بشكل كبير بالروتين والعادات اليومية للإنسان، مثل شرب الكافيين، ووقت النوم المحدد، ووقت الطعام، والحالة المزاجية وغيرها، لذلك، فإن تغير نظام الحياة في هذا الشهر له تأثير كبير على تحفيز أعراض المرض.
إن شرب الكافيين لمن يعتادون تناوله بكميات كبيرة وبشكل منتظم له علاقة وثيقة جدًا بزيادة معدل نوبات الصداع وتكرارها، حيث يؤدي الانقطاع المفاجئ عن الكافيين إلى حدوث أعراض انسحابية، بما في ذلك هجمات الصداع الحادة، ومع مرور الوقت، يتكيف الجسم مع الصيام، فتقل الأعراض تدريجيًا، إذ إن للكافيين تأثيرًا مهدئًا للنوبات البسيطة من الصداع
انخفاض مستوى السكر في الدم أو انخفاض ضغط الدم نتيجة التعب والإجهاد المضاعف، خصوصًا عند الأشخاص الذين تتطلب أعمالهم تركيزًا عاليًا وساعات عمل طويلة، قد يفاقم نوبات الصداع النصفي.
سوء جودة النوم أو تغيرها، كعدم الحصول على عدد كافٍ من ساعات النوم أو النوم المتقطع والاستيقاظ المتكرر، قد يؤثر سلبًا على مرضى الصداع النصفي.
ارتفاع مستوى الكاتيكولامين في الجسم نتيجة استعاضته عن فقدان الطاقة اللازمة من خلال حرق الدهون المخزنة داخل الخلايا واستخدامها كمصدر للطاقة، تؤدي هذه العملية إلى زيادة إفراز الكاتيكولامين، وهي هرمونات تفرزها الغدد الكظرية في حالات التعب والإجهاد والتوتر النفسي، مما يزيد من عوامل حدوث نوبات الصداع النصفي.
التوقف المفاجئ عن التدخين لدى الأشخاص المدخنين قد يؤدي إلى نوبات صداع نصفي حادة خلال اليوم، نظرًا لما يعتبرونه مهدئًا نفسيًا وجزءًا من روتينهم اليومي.
تناول الكربوهيدرات، بما فيها السكريات، بشكل مفرط خلال الوجبات أو بينها، قد يؤثر بشكل كبير على حدة النوبات وتكرارها واستمرارها، بسبب ارتفاع مستوى الإنسولين في الجسم.
نصائح للتقليل من حدة نوبات الصداع النصفي أثناء الصيام
شرب كميات كافية من الماء والسوائل الطبيعية خلال فترة الإفطار، مع تجنب المشروبات المحلاة بالسكر.
تقليل استهلاك الكافيين تدريجيًا خلال الأسابيع التي تسبق الصيام، حيث إنه منبه قوي ومدرّ للبول، مما يساعد على تقليل أعراض انسحاب الكافيين لدى المعتادين على تناوله.
ضبط أوقات النوم والحصول على عدد كافٍ من الساعات، مع الالتزام بجدول نوم منتظم قدر الإمكان.
التقليل من استهلاك الكربوهيدرات والوجبات الغنية بالسكر، واستبدالها بالبروتينات والأطعمة الطبيعية، لتجنب ارتفاع مستوى الإنسولين في الدم.
إضافة الألياف إلى الوجبات الرئيسية، مثل السحور، لما لها من فوائد في تحسين الهضم البطيء، والمساعدة على الشعور بالشبع لفترة أطول، وإطالة تأثير وجود السكر في الدم
تنظيم العادات اليومية قدر الإمكان، وممارسة الرياضة والنشاط البدني بانتظام.
المرفقات

واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري