المحور الأول :
النجاح هو التفوق والوصول إلى الهدف, ويقول علماء الاجتماع: إن النجاح عبارة عن أفكار تُترجَم إلى سلوك يساعد الآخرين على تقويمه وتعديله؛ ويلعب النظم وترتيب الدور الأكبر في قطف ثمار تلك الأفكار والسلوكيات .
أولاً : النجاح في الآيات القرآنية :
وقد اصطُلِح عليه ببعض الكلمات مثل (الفلاح والفوز) ويُعرف النجاح ضمن معايير خاصة كما يلي :
- {فمن زُحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز} آل عمـران:185 .
- {مَن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً} الأحزاب :71 .
- {قد أفلح المؤمنون . الذين هم في صلاتهم خاشعون} المؤمنون :1و2 .
- {قد أفلح مَن تزكّى} الأعلى : 14 .
ثانياً : النجاح في الروايات:
- لقد حثّت روايات أهل البيت بصورة كبيرة على استثمار الفرص للنجاح ، قال الإمام علي (( قرنت الهيبة بالخيبة, والحياء بالحرمان, والفرصة تمر مرّ السحاب فاغتنموا فرص الخير )) .
- وفي حديث للإمام السجاد عليه السلام (( اغتنم خمسة قبل خمس, شبابك قبل هرمك وقوتك قبل ضعفك )) .
ثالثاً : النجاح عند علماء النفس :
يحصل الكثير من الخلط في الحياة العامة حول مفاهيم الإبداع والنجاح والتفوّق والتميّز والذكاء فيقول علماء النفس مفرّقين بين هذه الاصطلاحات :
النجاح : هو الوصول إلى ما يريده الإنسان وتحقيق أهدافه .
الذكاء : هو معرفة القدرات اللامحدودة الداخلية ووضعها في الفعل .
التفوق : تحقيق أهداف ذات معايير عالية, لم يتمكن الآخرون من الوصول إليها .
رابعاً : النجاح عند علماء الدين :
هو وصول الإنسان إلى مستوى راقٍ من الإنسانية يكون فيها مُرضياً عند الله. وإن لم يحقق أي نجاح ظاهري في الدنيا من الوصول إلى المناصب الدنيوية الراقية, بل حتى لو خسر حياته في سبيل تحقيق هدف سامٍ يوصله إلى القرب الإلهي وهذا ما جسّده كثير من العظماء .
الفرق بين المرأة والرجل في تحقيق النجاح :
عندما أراد الله التحدث عن الإنسان الكامل في كتابه, لم يتطرق إلى جنسه, بل وعندما أمر الناس بالتكاليف للوصول إلى الكمال لم يفرق بينهم في العطاء والجزاء. نعم إنه تعالى راعى التفاوت فيما بين المرأة والرجل فأعطى كل واحد ما يناسبه طالبه بما يستطيع أن ينفذه. إذن, يمكننا القول أن الفرق بين النجاح عند الرجل والنجاح عند المرأة هو أن يدرك كل واحد منهما المهمة الموكّلة إليه ويسعى لتحقيقها ولا يهدر طاقته في تنفيذ مهام غيره وبذلك يكون قد استثمر الجهد والوقت بما يناسب الطاقة الكامنة بداخله وفجّر ينابيع الإبداع من داخله ليروي عطش المجتمع الذي هو بحاجة إلى كل فرد ناجح يساعد على ارتقاء من لا زالوا في طريقهم نحو النجاح .
المحور الثاني :
دور المرأة في نجاح الأنبياء الذين هم قواد النجاح :
ينقل لنا التاريخ البشري صور جميلة مشرفة لنساء بجدارة وأن وراء كل رجل عظيم امرأة. بل يكاد يخلو مصداقاً من الرجال المتفوقين ما لم تكن الداعمة لهم امرأة, فعلى سبيل المثال لا الحصر, إن بطل التاريخ النبي موسى عليه السلام ترعرع في حجر امرأة عانت الأمرّين للحفاظ عليه ولم تكن امرأة عادية, فهي التي سلمت لحكم ربها, وتوكلت وألقت برضيعها في اليم رغم إخبار المولى لها بأنه سيلتقطه عدوّ له (( وأوحينا إلى أمّ موسى ........ )) القصص : 7 ، ومن ثمّ آسية بنت مزاحم التي رعته وكفلته .
والمثال الآخر هو الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم الذي دعمته زوجته خديجة عليها السلام وكانت له خير سند حتى قال فيها النبي الأكرم (( ما قام الإسلام لولا سيف علي ومال خديجة )) ، وعليه ، فإن المرأة هي التي تساعد الرجل الناجح لنيل هدفه والوصول لمرامه .
د . مواهب الخطيب
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري