ما عسى أن أعبر بالقلم ؟ وما عسى ذاكرتي أن تستحضر من ألم ؟ والنار تشتعل في صدري كاشتعال النيران حول دارها الذي تحفه الملائكة من كل ركن !!! ولساني الذي يحتجز الكلمات وينعقد من الحسرة كاحتجاز جسدها بين الحائط والباب !!! وحسرتها على فقد جنينها وصراخ داخلي يقطع نياط القلب على ضلعها المكسور وعلى قلة حيلتها ولوعتها على فقد أبيها !!! .
فتلك الزهراء ... أم أبيها ؛ وأي منزلة عظيمة لها عند الله ؟ حيث أورد بقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مقامها بتعبير حقيقي ولم يرد كتعبير مجازي حيث قال عليه الصلاة والسلام " فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني وما آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله أكبه الله في النار " ، وفي دلالة القول أن علاقة فاطمة برسول الله ترتبط به سبحانه وتعالى فهي نور من النبوة وبذرة الإمامة ، ومع هذا فقد تكالب عليها أعداء رسول الله الذين استتروا بلباس الدين حتى وفاة الرسول ليظهروا على حقيقتهم وتكشف الزهراء بمظلوميتها قناع النفاق، وتبين سوءهم للناس وتطفح بذلك أهدافهم الدنيئة وحقدهم على آل الرسول ، وليرتكبوا أول وأبشع جريمة في حق أهل البيت لتستمر هذه الجرائم على يد أحفادهم إلى يومنا هذا ، فأي أيادٍ آثمة تلك التي تتجرأ على الله ؟! وأي فرعون ذاك الذي اعتصر قلب الزهراء ليعذبها أشد من عذاب أسيا ؟! ويهتك حرمة دار أقدس نساء الأرض من الأولين والآخرين ! وأي بطش ذاك الذي لم يرهبه علي عليه السلام ؟! فهم يعرفون أن دين محمد عقد في كف علي إذا رد عليهم الأمر انفرطت حباته ؛ وألا ما أيسر على علي أن يقطع رؤوس جميع الظالمين ويجعلهم عبرة شاخصة ! ولكن الله أوكل أهل البيت عليهم السلام بحماية الدين ونصرته وجعل مظلوميتهم سراج يهدي الصادقين ليمحصوا الحق وينقضوا عهد العابثين ويعلنوا صرخة لا ينتهي أمدها بوجه الحاقدين ، فسلام الله على الزهراء يوم ولدت ويوم قتلت ويوم تبعث حيا .
إيمان كاظم الحجيمي
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري