في عالم التكنولوجيا الحديثة تزداد التطبيقات الإلكترونية شهرةً وانتشارًا، وقد أخذت التطبيقات حيزًا كبيرًا في حياة الناس عامة، والمراهقين بشكل خاص وبطبيعة الحال فليس كُلّ التطبيقات فعّالة ومفيدة؛ ففي بعضها حثّ على التمرد على العادات والتقاليد، والأعراف، حتى يصل الأمر إلى التمرد على الوالدين، وبشكل عام ينبغي على الأسر أن تكون متنبهة ومراقِبة لهواتف أبنائهم وأن يبحثوا جيدًا قبل تحميل التطبيق أو السماح بتحميله.
ولأن الفضول يرافق الانسان في اكتشاف كُلّ ما خُفي عنه فأنه يبحث ويفتش حتى يتحصَّل على ما يلبي رغباته، وبطبيعة الحال فالمغرضين يجدونها فرصة لبث مآربهم الضالة، فكان لتطبيق "الواتباد" النصيب الكبير في التحلل والانحراف الذي لا يظهر للعيان إلا بعد معايشة فئة المراهقين؛ لأنه الأكثر انتشارًا بينهم، بل يعتبر علامةً للثقافةِ والرُقي عندهم، أما من حيث الشكل الخارجي فيظهر لنا تصنيفات الروايات الأكثر قراءة، وقد وضعت في ثلاثة وعشرين تصنيفًا وهي: ( أدب نسائي، الإثارة، التاريخية، الحركة والأكشن، الخوارق، الخيال "فانتازيا", الخيال العلمي،الرعب، الروحانية، الشعر، القصة القصيرة، الكلاسيكية التقليدية، المستذئب، المغامرة، عشوائي، غموض، قصص المراهقين، قصص الهواة، قصص عامة، مصاصوا الدماء)، وهذا التطبيق من الناحية الخارجية يُخيّل لكَ في أول الأمر أنهُ تطبيق مفيد قائم على القصصِ والرواياتِ المتنوعة، أما عند التعمق فيه فنجد أنّ التصنيفات ليست إلا غطاء لما في داخلها، فالقصص والروايات فيه خادشة للحياء ومبتذلة اخلاقيًا، فضلًا عن كون بعضها يساعد على التمرد على الأهل، والهروب منهم، وإقامة علاقات غير شرعية، فمثلًا لم نجد في تصنيف الخيال العلمي قصة أو رواية تتحدث عن خيال علمي بل ليس هنالك أي علاقة بين الصفة والموصوف في القصة، أو أي خيط علمي ينمي عقل القارئ، ولم نجد المغامرة القائمة على الاستكشاف والتعلم إنما هي مغامرات من وحي خيال اشخاص منحرفين يريدون أن يأخذوا بأبنائنا نحو الهاوية عن طريق تشجيعهم على التمرد على الأهل وعلى القومية العربية.
وعلى هذا الأساس يجب أن ندرك أن التكنولوجيا أداة لتحسين الحياة، وليست هدفًا في حد ذاته، وأن استعمالها بشكل صحيح يساعد في الرفاهية الشخصية، وأن الاستعمال الخاطئ والانغماس في هكذا نوع من التطبيقات يؤثر سلبًا في الدراسة، ويسبب انعزالًا اجتماعيًا فضلًا عن الضغوطات والامراض النفسية التي بدأت بالانتشار بشكل واسع بعد ظهور التكنولوجيا والإدمان عليها.
لذلك يجب أن نتكاتف جميعًا لأجل الوقوف بوجه هذه التطبيقات, وهي دعوة إلى الأهالي لضرورة متابعة التطبيقات في هواتف أبنائهم، والفتيات على وجه الخصوص -لأنها الفئة المستهدفة للتدمير- إذا أرادوا تربيتهم على النهج الصحيح، وإلا ستؤول الأمور إلى مواضع لا يُحمدُ عقباها
المرفقات
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري