لأبواب مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) تأثيرها الروحي الخاص، ومشاعرها المتفاوتة فتنزل عندها الدموع وتنشرح القلوب، وتجمع بين الحزن والفرح، وترتفع الأيادي بالدعاء والشكر، وكثيرا ما يتساءل الزائرين عن تسمية الأبواب، أو تاريخية فتحها، وهذا ما تساءلت عنه مجلة للقوارير ووجدت مجموعة من الاجابات فللصحن الشريف عشرة أبواب مباركة، يؤدي كل منها إلى الشارع الدائري المحيط بالروضة والشوارع المتفرعة منه.

وقد جاءت كثرة هذه الأبواب من أجل تخفيف حدة الزحام في مواسم الزيارات، وجميع الأبواب مصنوعة من الخشب الصاج وبأشكال بديعة، وعليها سقوف مغلّفة بالقاشاني، وتتضمن حواشيها الآيات القرآنية الكريمة، والأبواب هي:

باب القبلة: وهو من أقدم الأبواب، ويعد المدخل الرئيسي إلى الروضة الحسينية، وعرف بهذا الاسم لوقوعه إلى جهة القبلة، ويعود تاريخ فتح هذا الباب إلى القرن الثاني الهجري، وقد مرت بمراحل عديدة حتى وصلتْ إلى ما هي عليه اليوم، ففي عام (412) هجرية طور الوزير البويهي (الحسن بن الفضل) هذه الباب بعد أن كانت بابا صغيرة، ثم تمت توسعها وإدامتها في عام (1095) هجرية وخطت عليها بعض آيات القرآن الكريم، ومرتْ بأكثر من توسعة فيعد أن كان عرضها بحدود (4) متر أصبح عرضها اليوم (10) متر، وارتفاعها (4,7) متر.

 باب الرجاء: يقع بين باب القبلة وباب قاضي الحاجات، في الجهة الجنوبية عند الزاوية الجنوبية الشرقية وقد سميت أيضا بباب الشيرازي لقربها من مقبرة آية الله العظمى محمد تقي الشيرازي قائد ثورة العشرين، في عام (1368) هجرية تم فتحها ومرت بأكثر من مرحلة إعمار حتى وصلت إلى شكلها الحالي بعرض (3،66) م وارتفاع (4،7)م.

 باب قاضي الحاجات: يقع هذا الباب مقابل سوق التجار (العرب) سابقا، تم فتحها عام (1286) هجرية، مرتْ بعدة مراحل للتطوير والتوسعة، شاع اسمها وحفظ بعد حادثة استشهاد (33) شخص بعزاء ركضة طويريج عام (1966) ميلادية، عرض هذه الباب (3) متر وارتفاعها (3،66) م.

 باب الشهداء: يقع هذا الباب في منتصف جهة الشرق حيث يتجه الزائر منه إلى مشهد العباس (عليه السّلام)، وعرف بهذا الاسم تيمناً بشهداء معركة الطف وقربها من مرقدهم الشريف، تذكر الروايات بأن فتحها كان عام (132) هجرية بعد سقوط الدولة الأموية، وفي عام (275) هجرية جددت من قبل الداعي محمد العلوي أحد أمراء الدولة العلوية، ثم جرى تطويرها على يد الوزير البويهي الحسن بن فضل، وكذلك تم توسيعها من قبل السلطان أحمد الجلائري عام (765) هجرية، عرضها (5) م، وارتفاعها (4،72) م في الوقت الحالي.

 باب الكرامة: يقع هذا الباب في أقصى الشمال الشرقي من الصحن، وهو مجاور لباب الشهداء، وعرف بهذا الاسم كرامةً للإمام الحسين (عليه السّلام)، تم فتحها عام (1368) هجرية، ويبلغ ارتفاعها (3،77) م وعرضها (5،5) م.

 باب السلام: يقع في منتصف جهة الشمال، وعرف بهذا الاسم لأن الزوار كانوا يسلّمون على الإمام صاحب الزمان (عليه السّلام)، كما سميت بباب صاحب الزمان (عجّل الله فرجه الشريف)، هناك رواية بأن فتحها الوزير البويهي نفسه، وأخرى أنها فتحت عام (1380) من قبل لجنة التعميرات، عرضها (5،60) م، وارتفاعها (4،30) م، وتعد من الابواب الكبيرة التي تستقبل عند الدخول منها حرم الإمام الحسين (عليه السلام).

باب السدرة: يقع هذا الباب في أقصى الشمال الغربي من الصحن، وعرف بهذا الاسم تيمناً بشجرة السدرة التي كان يستدل بها الزائرون في القرن الأول الهجري إلى موضع قبر الحسين (عليه السّلام)، ويقابل هذا الباب شارع السدرة، ذكرتْ بعض المصادر أن افتتاحها كان في عام (980) هجرية، وتمت توسعتها وتعميرها في أكثر من مرة حتى الآن فيصل ارتفاعها (3،6) م وعرضها (3) م.

باب السلطانية: يقع هذا الباب غرب الصحن الشريف، وعرف بهذا الاسم نسبة إلى مشيده أحد سلاطين آل عثمان الذي أمر بفتحها، بدأ فتحها وإعمارها عام (1276) هجرية، ارتفاعها (4،40) م، وعرضها (3،30) م.

 باب الرأس الشريف: يقع هذا الباب في منتصف جهة الغرب من الصحن الشريف، وعرف بهذا الاسم لأنه يقابل موضع رأس الحسين (عليه السّلام)، وعرفت أيضا (باب الحر) بسبب وقوعها باتجاه مرقد الحر الشهيد، وأيضا سميتْ (باب الساعة) بسبب وجود ساعة في أعلاها، فتحت من قبل لجنة التعميرات عام (1368) هجرية، ارتفاعها يبلغ (3،90) م، وعرضها (3،50) م، وارتفاعها (3،90) م.

باب الزينبية: يقع هذا الباب إلى الجنوب الغربي من الصحن، وقد سمي بهذا الاسم تيمّناً بمقام تلّ الزينبية المقابل له، عام (1276) هجرية تم تطويرها لأنها كانت موجودة حسب المصادر التاريخية لكن غير معروف متى تم فتحها، ارتفاعها (4،80) م، عرضها (4،40) م.

هذه اللمحة المختصرة عن الأبواب التي فتحت للحرم الشريف، عبر التاريخ وما جاء في الكتب التاريخية من مراحل تطويرها.