جفاف الكتابة هو حالة يفقد فيها الكاتب القدرة على كتابة ما يريد كتابته، قد يكون هذا بسبب الإرهاق أو الإحباط أو فقدان الإلهام، قد يؤدي جفاف الكتابة إلى توقف الكاتب عن الكتابة تمامًا، أو إلى كتابة نص ضعيف أو غير مبدع.

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى توقف الكاتب عن الكتابة، وفي هذا السياق كان لمجلة قوارير استطلاع رأي مع الكاتبات حول هذا الموضوع:

شاركتنا زينب التميمي كاتبة ومحررة في موقع بشرى حياة: 

لا جفاف للكتابة فإن جفت الأرض تصحرت وإن تصحرت لم تكن صالحة للزرع إلا بعد وقتٍ طويل لذلك نستطيع أن نُطلق على الجفاف تسمية أخرى فنقول الركود، وأما الركود فقد يكون من بعد البذخ في العطاء أي الاستنزاف في الكتابة وهذا يولد الركود، لذلك على الكاتب أن يجعل مساحة لنفسه لتجديد أفكاره. 

قد تختلف الأسباب من فرد إلى آخر، فالبعض قد ينقطع بسبب انتكاسات خاصة قد تحصل في حياته، أو أزمة معينة تُفقده الشغف لكتابة حرف وصياغة موضوع معين.

ليس من الصحيح أن يستسلم الكاتب تجاه هذهِ الأسباب مهما كانت، فقد تؤدي إن طالت إلى التبلد وفقدان هذا الرزق الذي مَن الله عز شأنه بهِ عبده.

 وعن كيفية إعادة الدافع الكتابة لقلمها أجابتْ:

وهنا أيضا قد تختلف الدوافع، اما بالنسبة لي فقد يتجدد الدافع وتتجدد الأفكار بالقراءة والاطلاع، إلى برامج ثقافية أو دينية أو اجتماعية، وبعض الأحيان تكون من أفلام معينة، وإن كان الكاتب لديه حب لمجاله فقد يكون من كلمة تخرج من أحد أفراد المجتمع أو موقف يولد لديه إلهام وفكرة جيدة من الممكن صياغتها كمقال أو نص ذو فائدة.

 

أما نرجس العبادي كاتبة فتحدثتْ: "جفاف الكتابة هو احتقان الكلمات في جوف الذهن والقلب من دون إيجاد سبيلها إلى التدوين بما يتناسب مع الصياغة والأسلوب، تختلف الأسباب باختلاف التحوّلات الحياتية والمجتمعية أو قد تقتصر فقط على النضوب النفسي الذي يؤثر بشكل كبير على نهج الحرف، إن الكتابة هي وجود ونهج وعُدّة ويمكن إحياء القلم بإعادة صياغة الهدف، بكثرة القراءة، والدخول في مجالات جديدة والتواجد مع مجاميع تحفيزية"

 

وشاركت الكاتبة اسراء الفتلاوي رأيها: "جفاف الكتابة ليس مصطلح ليتم تعريفه بصورة دقيقة أو جلية، الكتابة الهام لها عوامل نزولها ولها حرية المغادرة، أما أسباب توقفي أولها قلة قراءتي لتحفيز القلم من جانب ومن جانب آخر قلمي له أجواؤه الخاصة ومشاعره الخاصة فهو يتأثر بسعادتي وحزني، وعندما يقبل يُسهب بإقباله فأكتب في آن واحد قصة ومقالة وبعض الخواطر، وأحيانا أستجدي منه نصا ويأبى أن يهديني حروفه.

والكتابة عالم ممتع متعب أما المتعة فيه فيجبرك على الاستمرارية بتزويد وقودك الأدبي والاجتماعي وأن تطرق كل المجالات لتكتب قصة او مقالة او حتى لتدخل نقاشا، فهي عالم من التطوير المستمر وأيضا تحفز الخيال ليكون عاملا مساعدا في إسعاد الكاتب وابتعاده احيانا عما يعيشه واختياره لأدوار أخرى تشبهه او تختلف عنه يجيد الحياة فيها فيكون صاحب تجارب عدة بشعورها في خياله. 

دافع الكتابة يحتاجني أن أعيده إلى بتنظيم وقتي والتفرغ للقراءة ومقابلة أشخاص يجمعني بهم حوارا فيه نوع من الغوص إلى أعماق التفكير الانساني والوقوف لمناقشة تفاصيل التفاصيل عن مختلف المشاعر المتبعثرة والمتزنة

 

أما زينب مشتاق بكالوريوس هندسة طب حياتي وكاتبة فصلتْ: "جفاف الكتابة هو عدم القدرة على التعبير أو إيصال الشعور للمقابل ومن أسباب الانقطاع قد تكون الانشغال بأمور الحياة أو غياب الإلهام، ويمكن تعريف الكتابة على أنها:

أولاً من الناحية النفسية تريح النفس الإنسانية، حيث يفرغ المكبوت في داخله وبالتالي يشعر براحة

ثانياً هي طريقة من طرق تقديم المساعدة للآخرين

ثالثاً في حال كانت إيجابية ونفعت الناس، سنؤجر عليها

رابعاً هي وسيلة لجعل الإنسان خالدًا، حيث وإن خطفه الموت، كلماته موجودة

وباختصار، الكتابة وسيلة للخلود.

أما في خصوص سؤال كيف يمكن إعادة دافع الكتابة؟ حقيقة، لا أعرف الجواب. هناك من يكتب لمجرد الكتابة ويبحث عن أي موضوع أما أنا، فأكتب حينما يأخذني الحنين لأولئك الذين فارقوا الحياة أو عندما أرى قسوة الحياة على أحبتي أو الإهمال الديني أو تصنع حب أهل البيت (عليهم السلام)".

أما وئام المختار فاختصرتْ رأيها بأن انشغالات الحياة والمسؤوليات المترتبة علينا تأخذنا من الكتابة، لكن متى ما أردتُ التعبير عن ظاهرة أو موضوع التجأتُ للقلم.