يعد الكولاجين أحد أهم أنواع البروتينات الموجودة في جسم الإنسان وأكثرها تواجدًا، ويعتبر بروتين الكولاجين ضمن فئة البروتينات غير القابلة للذوبان، وهذا ما يمنحه القدرة على العمل كنسيج موصل بين الخلايا، بالإضافة إلى تشكيل ألياف قوية غير قابلة للذوبان.

يتكون بروتين الكولاجين بشكل أساسي من الأحماض الأمينية الجلايسين، والبرولين، والهيدروكسي برولين، حيث تشكل هذه الأحماض الأمينية ثلاثة خيوط، والتي منها يتم تشكيل الهيكل الثلاثي الحلزون المميز للكولاجين.

 

أين يوجد الكولاجين في الجسم؟

يعتبر الكولاجين أحد المكونات الأساسية للنسيج الضام الذي يعمل على تماسك خلايا الجسم معًا، أيضًا يتواجد الكولاجين في مختلف مناطق وأعضاء الجسم، بما فيها العظام، العضلات، الجلد، الأوتار، الشعر، الغضاريف، الأسنان، الأوعية الدموية.

 

ماذا يفعل الكولاجين تحديداً في الجسم؟

يتم افراز الكولاجين بشكل أساسي من خلايا النسيج الضام التي تسمى بالفيبروبلاست، ويعمل الكولاجين كدعامة والتي توفر القوة وتحافظ على البنية داخل الجسم، كما أنه يلعب دورًا مهمًا في تماسك خلايا الجسم معًا.

ويعد الكولاجين مهمًا للحفاظ على قوة ومرونة للجلد، وهو ضروي لصحة العظام، والأوعية الدموية، وجميع أعضاء الجسم.

كما يلعب الكولاجين دورًا مهمًا في العديد من العمليات الخلوية، بما فيها إصلاح الأنسجة، والاتصال الخلوي، وعملية الهجرة الخلوية المهمة للحفاظ على الأنسجة، كما أن له دور في حدوث الاستجابة المناعية.

 

أنواع الكولاجين

هناك 28 نوع للكولاجين، لكن هناك 5 أنواع رئيسية:

 

النوع الأول

يدخل النوع الأول من الكولاجين في تكوين معظم أجزاء الجسم، حيث أنه يشكل ما نسبته 90% من إجمالي كولاجين الجسم، فهو يدخل في بنية الجلد، الأسنان، والنسيج الضام، والعظام، والأربطة، وفي الأعضاء الداخلية.

النوع الثاني

يتواجد هذا النوع من الكولاجين بشكل أساسي في الغضاريف المرنة التي تعمل على الفصل بين المفاصل، وكما أنه يشكل يتواجد في الغضاريف المكونة للأنف وصيوان الأذن. ويشكل الكولاجين ما يقارب 50% من بروتينات الغضاريف، كما يمكن أن يتواجد في القرنية والسائل الزجاجي في العين.

النوع الثالث

يتواجد النوع الثالث من الكولاجين في الأوعية الدموية، وأهمها الشرايين، وغيرها من أعضاء الجسم المجوفة، مثل الحالب والأمعاء، كما أنه يتواجد في الجلد والعضلات أيضًا.

النوع الرابع

وهو الذي يشكل الصفائح الرقيقة من الكولاجين التي تحيط معظم أنواع الأنسجة، وتسمى هذه الصفائح بالغشاء القاعدي.

النوع الخامس

يتواجد الكولاجين من النوع الخامس في الشعر، وأسطح الخلايا، بالإضافة إلى المشيمة، عادات تدمر الكولاجين في الجسم

من الممكن أن تساهم بعض الممارسات الخاطئة بتدمير مخزون الكولاجين في الجسم، ومنها:

الإكثار من التعرض لأشعة الشمس دون وقاية

تعد الأشعة فوق بنفسجية ضارة للبشرة، فهي تعمل على تقليل إنتاج الكولاجين في الجسم، وبالتالي يجب عدم التعرض لها لفترات طويلة والحرص على استخدام واقي شمس صحي وفعال عند الخروج من المنزل.

التدخين

يعد التدخين من أسوأ العادات الصحية للبشرة، فهو يعمل على تخفيض إنتاج الكولاجين وتقليل جودته بسبب احتوائه على العديد من المواد السامة والضارة.

السكريات

يساهم تناول كميات كبيرة من السكر في تقليل قدرة الكولاجين على القيام بوظائفه بشكل صحيح وكامل، فهو يزيد من تشابك ألياف الكولاجين، الأمر الذي يقلل من مرونة البشرة مع مرور الوقت.

الاضطرابات الهرمونية

تتضمن الاضطرابات الهرمونية التي من الممكن أن تتسبب بانخفاض الكولاجين في الجسم تلك التي ترتبط بالحمل ودخول سن اليأس.

أطعمة تساعد على زيادة إنتاج الكولاجين

من المواد الغذائية التي تساعد في تحفيز إنتاج الكولاجين في الجسم ما يلي:

فيتامين سي

حيث يعد فيتامين سي مهمًا في عملية إنتاج البروكولاجين في الجسم والذي يتم تحويله لاحقًا إلى الكولاجين. ففي حال انخفضت نسبة فيتامين سي في الجسم، فإنه لن يتمكن من إنتاج كمية كافية من الكولاجين. وهذا هو سبب أن المكملات الغذائية التي تأتي في شكل كبسولة غالبًا ما تحتوي على فيتامين سي.

ومن الأطعمة الغنية بالفيتامين سي الحمضيات، الطماطم، البروكلي، الفليفلة الحمراء والخضراء.

النحاس

يعد عنصر النحاس أيضًا مهمًا لإنتاج الكولاجين، وتتضمن الأطعمة التي تحتوي على كميات عالية من النحاس المكسرات، وخاصة الكاجو، بالإضافة إلى البقوليات، مثل العدس.

الجلايسين والبرولين

يعد كل من الجلايسين والبرولين من الأحماض الأمينية الأساسية لتكوين الكولاجين، لذا فإنه ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالأحماض الأمينية والبروتينات للحصول عليهما، بما في ذلك اللحوم، والدجاج، والسمك، والمحار، والبيض.

 

هل الكولاجين يعيد للبشرة هيكلها ونضارتها؟

في الحقيقة هناك القليل من الأدلة العلمية التي تدعم أو تؤكد مزايا الكولاجين وتأثيرها على الجمال وحيوية البشرة.

الكولاجين هو مادة بروتينية، وكغيره من البروتينات التي إن تم تناولها عن طريق الفم فسيتم تحطيمها من قبل الإنزيمات الهاضمة الموجودة بالمعدة والجهاز الهضمي ليتم تحويلها إلى أحماض أمينيه مختلفة يستخدمها الجسم لاحقاً في تصنيع بروتينات متعددة، فبالتالي الكولاجين الذي يتم تناوله على شكل كبسولات أو حبوب فموية يتم تحطيمه في الأمعاء قبل إلى أحماض أمينيه، وبعدها يعاد استخدام هذه الأحماض الأمينية لتشكيل بروتينات ليست بالضرورة أن يكون الكولاجين منها؛ فهناك احتمالات عديدة من البروتينات التي يمكن للجسم أن يصنعها. أي أن الفائدة من هذه الكبسولات ليست كما يُدعى عنها من قبل الشركات المصنعة.

أما بالنسبة لمستحضرات الكولاجين الأخرى كالكريمات باهظة الثمن التي تباع في الصيدليات أو مراكز التجميل وتوضع على البشرة، فقد أثبتت الدراسات عدم فاعليتها أيضاً، ويعزى السبب في ذلك إلى أن الكولاجين من البروتينات كبيرة الحجم ومن الصعب جداً أن يخترق طبقات الجلد العميقة التي تحوي الكولاجين والتي تدعى طبقة (dermis).

اما الطريقة الأمثل لزيادة الكولاجين في البشرة هو تحفيز الجلد لإنتاج الكولاجين بمختلف الأجهزة التجميلية التي تستخدم الموجات الراديوية او الحرارية او الليزرية.