في جلسة عائلية كانوا يتحدثون عن احدى المعارف التي ظاهرا كانت معتدة برأيها ولا تشارك أحدا أو تطلب المشورة وبعد سلسلة من التخبطات، كانت تعود اليهم بالشكوى من الزمان وجوره عليها، وابتعادهم عنها، وكانوا يخبرونها بأنهم أكثروا من نصحها واخبروها أن تسأل ذوي الخبرة والاختصاص والتجربة إلا إنها لم تستجب وبقيت في تخبطها.

في عالم يفتقد إلى دور المتخصصين نرى التخبط في كلِّ مجالات الحياة، فالفرد الذي يعتمد على ما هو موروث أو ما يراه أمامه لا يمكنه تسيير حياته بصورة منتظمة، فعلى صعيد تربية الأجيال بين الافراط والتفريط نجدهم يتيهون بين الموروث ويطبقون كلَّ ما يرد اليهم من خبرات غير ناجحة، والتمسك بها واتخاذها دستورا بالرغم من إنها لم توثق إلى وثاق علمي، ومثلها مثل الجانب الصحي والتعليمي وفي كلِّ مجال نجد الاجتهادات الفردية التي غالبا ما يعقبها ندم هي المتسيدة على الأفعال، وهذه الفوضى هي واقع اليوم حيث لا يعود أحد الى المتخصصين في كلِّ المجالات للاستشارة، وقد لمسته في مجال توصية الأشخاص بالكتب أو الدورات المختصة في التربية أو الحياة الزوجية وحتى طرق التعامل لكي يهذبوا ويشذبوا بعض سلوكهم، تراهم يرفضون ويلتجئون إلى مواقع التواصل أو إلى بعض المشاهير الذين ينقلون تجاربهم الفاشلة وهذه التجارب تم اعتمادها كأسلوب حياة لمجموعة من الأفراد وتم التسويق لها حتى وصل المجتمع اليوم إلى أن يهجم حتى على الأمور الفطرية ويعتبرها عبئا عليه.

فمن يتعكز على سؤال أهل الاختصاص وذوي الخبرة منهم بالاستشارة وكسب المعلومات فأنه يسند ظهره من جانب كما يقول الإمام علي (عليه السلام): (لا ظهير كالمشاورة) وعقله من جانب (فمن ترك الاستماع عن ذوي العقول مات عقله)، كما يروى عن أمير المؤمنين (عليه السلام).