المرحلة الجامعية هي انتقاله نوعية في حياة كل فرد منا، تطرأ تغيرات كبيرة جداً على الجنسين بشكل عام فمنهم من يرتقي ويرتفع درجات من الوعي والتطور وتُفتحُ له مجالات كثيرة لممارسة هواياتهِ والعمل على تطويرها إضافة لتخصصه الدراسي لكن بالمقابل هناك مَن ينحدر إلى مستوى بعيد كل البعد عن الأخلاق فتصبح الجامعة مكاناً لعرض الأزياء والعضلات والجيوب الممتلئة فحتماً سنلتقي بأُناس فقراء جداً لا يملكون سوى المال وآخرين أغنياء جداً لا ينظرون إلى المال على أنهُه غنى، يمتلكون من المعرفة، الثقافة، الرقي، الدين وغيرها من الصفات التي تجعل منهم أنموذج يُحتذى بهْ، الزميل أو الزميلة الذي يترك بصمهُ في الذاكرة بعد سنوات التخرج.
فمن بين أغنياء العقول نأخذ نموذجا فريداً، طاقة شابة، مشروع امرأة ناجحة زهراء إبراهيم وكانت فرصة تحدثت بها للقوارير عن مشوارها الرائع حتى اللحظة الراهنة:
- مَن هي زهراء؟
- زهراء إبراهيم من كلية الهندسة/ قسم الطب الحياتي في جامعة وارث الأنبياء، حافظة للقرآن الكريم، قارئة أخذتُ من الكتب مالم أكتفِ به حتى الآن فحياة واحدة لا تكفي كما وأن كتاباً واحداً حتماً لن يكفي، الفائزة الثالثة في تحدي القراءة الذي أقامتهُ جمعية المودة والازدهار.
- ماهي خطوات الانطلاقة الأولى لحفظ القرآن وكم كان عمرك حين بدأت؟ وماهي الصعوبات التي شعرتِ بها في مسيرة حفظ القرآن؟
- بدأتُ بحفظ القرآن عند عمر الحادي عشرة عاماً بتوفيق من الله بإشراف والدي فكان هو الداعم الأول لي إضافةً لعائلتي، إن تشجيع العائلة بالكلمات والأفعال كان الدافع الأول والمحفز الأهم لهذا الإنجاز إضافة إلى نقطة مهمة وهي حب العمل الذي نقوم به والحفاظ على الاستمرار فالاستمرار هو السر الذي يكمن خلف كواليس إي نجاح نقوم بهِ فكنت أحفظ صفحة واحدة كل يوم على مدار أكثر من سنتين، إن صلابة المرء تكمن في صبره لتكمل انجاز طويل المدى.
- زهراء ابراهيم قارئة نهمة ما هو دافعكِ الأول للقراءة؟
- حفظ القرآن الكريم كان أحد الأسباب للخطو في طريق القراءة كما وإن حب المعرفة والاطلاع الذي ينشأ مع الانسان منذ نعومة أظافره وتوافر الأسباب للتوسع في المعرفة وزيادة المعلومات اجتمعت لصناعة خزين معرفي لا بأس به ويمكنني القول بأن التعود على عادة إيجابية كالمطالعة في الصغر سيختصر جهد كبير على الإنسان في علاقاته الاجتماعية اتخاذ القرارات وغيرها من الأمور المفصلية التي تتطلب معرفة مسبقة في حياة الفرد والقراءة عالم جميل جداً لا يرتوي منه القارئ مهما قرأ فعندما تنهي كتاباً لا تلبث حتى تمسك آخر لتبدأ معه عالماً جديداً مختلفاً.
- كونكِ من الفائزات الأوائل في تحدي القراءة ماذا أضافت لكِ هذه التجربة؟
- إن تحدي القراءة تجربة جديدة وفريدة أضافت الكثير من المعلومات والفائدة، جعلتني أجرب كيف أناقش أشخاص قرأوا نفس الكتب لكن باختلاف اسلوبهم وطرح أفكار جديدة قد أكون لم أنتبه لها أثناء قراءتي للكتاب، وأن يقدم كل منا أفكاره على شكل ملخص وعندما نتبادل قراءة الملخصات نلاحظ الاختلافات في تركيز كل واحدة منا على فكرة محددة في الكتاب وأيضا جعلتني أجرب وأتعلم آلية وطرق كتابة الملخصات.
- كيف كان تقبلكِ لفكرة قراءة خمس كتب خلال خمس أسابيع؟
- في الحقيقة لم أتقبل هذه الفكرة في البداية فلم أكن أتوقع بأنها مهمة سهلة لأن الفكرة ليستْ فقط قراءة خمس كتب في مدة قصيرة بل كتابة ملخصات عنها ومناقشتها مع القراء الآخرين وهنا تكمن الصعوبة، لكن نجحت والحمد لله شعوري باجتياز هذا التحدي رائع بحق، فالنجاح في شيء لم تكن تتوقع النجاح فيه مذهل جداّ، وسيلة لاكتشاف قدراتي من جديد كما وتعلم مهارة الكتابة ولو بشكل بسيط
- ماهي نصيحتك في البدء بالخطوات الأولى للقراءة؟
- أرى بأن قراءة الكتب في المواضيع التي يفضلها الشخص ثم تصبح إدمان لا يمكنك التخلي عنه وهنا تبدأ الخطوة الثانية التي تكون التنوع بحثاً عما يُشبع العقل ويغذيه فعنهُ (ص): "منهومان لا يشبعان: طالب علم، وطالب دنيا". فالقراءة عملية غير قابلة للوصف إنما عمل لابد من تجربته كونها عالم يستحق أن نضعهُ ضمن أيامنا وخلال ساعتنا فهي مغامرة جديرة بأن نخوضها.
- أخيراً كونكِ شخصية ناجحة وطاقة فعالة في المجتمع، انموذج يُحتذى به بين الشابات اللاتي من عمرك فما هي نصيحتك للسير على خطاك؟
- أول الخطوات التجربة، فمن لم يجرب لم يعرف نفسه وما يملك؟ ولم يكتشف ذاتهُ حتى الآن، تكمن القدرات الكامنة للإنسان فيما لم يفعلهُ، كما أن كثير من التجارب إن لم تعد علينا بالمنفعة المادية حتماً ستعود علينا بالمنفعة المعرفية من الخبرة والتجربة التي بدورها تفتحُ أبواباً كثيرة، علاوةً على ذلك كل نجاح يحتاج إلى صبر وتحمل للقدرة على الاستمرار وصولاً إلى الهدف.
المرفقات
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري