نتحدث اليوم عن موضوع يحدث في أغلب البيوت العراقية، طالما هناك توتر وغضب غير مسيطر عليه، فقد تحدث المشاجرات والصراخ بين الأزواج أمام أطفالهم، مما يجعلهم في حالة نفسية وأذى غير مرغوب فيه، لا سيما إذا حضروا مراحل اشتداد الخلافات أو الشجار بين والديهم. وأحيانًا كثيرة، ومن خلال هذه المشاحنات، يسمعون كلامًا غير لائق، بعيدًا عن اللياقة والأسلوب الهادئ، أو باستخدام الأيدي والضرب، فصراخ بعض الأزواج والمشادات الكلامية الحادة والانفعالات المتكررة التي لا يحسب لها الزوجان حسابًا، ولا لما تتركه من آثار سيئة على نفوس الأبناء عاطفياً وجسدياً، ومن دون التفات لأعين خائفة تراقب ما يقع من وراء الأبواب، ومن دون اكتراث لدموع الأطفال وللأفكار التي يمكن أن تسيطر على عقولهم وتبقى في ذاكراتهم حتى بعد انتهاء المشكلة.
من الأمور السيئة التي تتعرض لها الأسرة حينما يدب الخلاف بين الزوجين ويفضي إلى طريق مسدود، تكمن مشكلة الأطفال الذين يقفون حائرين أمام معركة حامية بين الأم والأب، وهذا بحق ذاته يعد انتهاكًا واضحًا بحق الأبناء الذين لا حول لهم ولا قوة سوى السكوت والتفرج على ما يحدث، فلا حيلة لديهما إلا الحزن والاكتئاب والانزواء في زاوية ضيقة من البيت وتكاد ترتجفون خوفًا من تطور الأمر إلى أسوأ مما يشاهدون!
وهنا لابد من تدخل الأهل والأقارب للمساعدة وحل المشكلات التي لا تليق بوضع أطفال يبحثون عن السكينة في منزل خصص ليكون مكانًا للهدوء والراحة، وإن من الصعب ترك الخلاف يتطور إلى أبغض الحلال فيتفاقم الوضع وتقع عواقبه على الأطفال بالدرجة الأساسية.
حدوث جدل ووقوع مشاحنات بين وقت وآخر يمكن أن يكون أمرًا صحيًا في بعض الأحيان حسب علماء النفس والاجتماع، طالما جرى بنضوج وتعقل، إذا كان يساعد الأشخاص على إخراج ما في الصدور من ضيق وما في النفوس من مكنونات يصعب أن يظل أسيرها، والمهم أن يتمكن أفراد الأسرة من التعبير عن مشاعرهم وعما تجيش به أنفسهم من أحاسيس مختلفة، وما يشغل بالهم من أفكار، حتى ولو كانت غير متوافقة مع الآخرين، إلا أن من الضروري حساب ما للأولاد من نصيب في سكينة البيت وهدوئه وتوفير أجواء مناسبة للتربية الصحيحة تحت غطاء الأسرة المثالية.
المرفقات

واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري