للأطفال نصيب من عادات شهر رمضان أو لعلهم الأكثر تفاعلا مع هذه الأجواء الجديدة خصوصا وقت الإفطار حيث تجتمع الأسرة على سفرة متنوعة الأكل والتي عادة ما يتم التحضير لها بأسلوب مميز ففيها المقبلات والطبق الرئيسي والعصائر وغيرها مما يشجع الطفل على اقحام نفسه في كلِّ ذلك فيدّعي أنه صائم ليكون عضوا مشاركا مع الكبار فتلازمه تسمية (صوم العصافير) التي يجد فيها فرصة لأكل ما يحتاجه أثناء النهار ويتركه حين لا يرغب فيرتدي صفة الصائم، وتستثمر العوائل هذا الاندفاع لتدريب الطفل على الصيام فلا زلتُ أتذكر والدتي حين تحضر لي الغداء في عمر السادسة ومع أذان الظهر أتوقف عن الطعام حتى يحين الإفطار وهكذا حتى التكليف فتنتهي مسيرة (صوم العصافير).

 

ومع ولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) تُعرف في كثير من المحافظات (الماجينة) وهي عادة خاص للأطفال حيث يتجمع أبناء الحي الواحد ويتجولون على البيوت يقرأون الأناشيد ويعطيهم أهل الدار الحلوى أو الأموال ثم يقتسمون ذلك، ولا يمكن نسيان تفاعلهم مع (المسحرجي، أو أبو السحور) الشخص الذي يوقظ الناس للسحور فتجد الأطفال في الأيام الأولى قد يخافون من صوت الطبل ثم ما يلبثون حتى يحبونه ليتم استقباله بحفاوة عند أبواب المنازل.

ولا يبتعد الأطفال عن الجو الروحي لشهر رمضان فهم يشاركون العائلة أو الأم بالجلوس لقراءة القرآن الكريم أو الاستماع له وأعمال ليالي القدر وأجواء الختمة القرآنية، وتقديم الأطعمة الى الجيران وإثارة الأسئلة التي تدعم تثبيت هويتهم الإسلامية.