قد يفرش الاختناق بساطه على قاع روحكَ فيحجبُ ارتياحها في الوقت الذي اخترته لتكون سعيدا أو مع أشخاصك المفضلين، تلك المزنة التي تراودك مجهولة الأسباب تضيف لها بعضا من توابل تراكماتكَ لتبدو حزنا حقيقيا يقنعك لبرهة ثم ما تنفك تستهجن ذلك الشعور وتستغربه، لأنه لا ينتمي إليك!

تلك المشاعر السلبية التي يرتفع منسوبها مع بعض الأفراد دون غيرهم أو مع بعض الأماكن تُحدثُ نقصا في طاقة الفرد الإيجابية، وتضيف له غيمة سوداء تعيق تفكيره وتوتر مشاعره وتصيبه بالسأم والتذمر وقد ترميه بلا جدوى، وكلّما ازدادتْ الطاقة السلبية حوله كلما ازداد شعوره بالنقص وجلد الذات وغيرها مسلمًا بأنه الواقع الذي سلبه شغفه، وإنه وُلِدَ في زمن غير صالح للعيش وغيرها مما نراه متجليا في مواقع التواصل وحتى الواقع خصوصا بين جمهور الشباب.

إنَّ احاطتك بالأشخاص السلبيين يؤثر على حالتك النفسية سواء كنتَ معهم في خضم الحديث أو لم تكن، فأن تلك الطاقة ستؤثر عليك وسيستقبلها عقلك الباطن ويترجمها مشاعر مجهولة الحزن تأخذك نحو الركود وعدم الإنجاز، فمجرد أن تشعر أن أحدهم يسلب طاقتك أو يحبط أهدافك أو حتى مكان يمدّك بذكرى محزنة، وقد لا تشعر بالارتياح فيه غادره بسهولة، أعلمُ أن من الصعوبة مغادرتك أشخاص تربطك بهم صلة عاطفية أو حتى قرابة لكن ليس على حساب نجاحك واستقرارك الروحي والذهني وان كان لا بُد من وجودهم فمن الضروري تقنين التواصل معهم بصورة لا ينقلون لك طاقة فشلهم أو معاناتهم، في تراثنا الديني وجدتُ فكرة تبادل الطاقات من خلال أحاديث التأكيد على مجالسة ذوي العلم وأرباب العقول والابتعاد عن نقيضهم لأن ذلك يؤثر في ذات الفرد وتشكيل وجهة نظره، فاحتضن دائما من يمدُّك بالطاقة -وقت ضعفك على الأقل- لا من يسلبها منك.