كثيرا ما نجلس على الكنبة ونفكر بإنجازات كثيرة بعد الامتحانات أو بعد أن ننهي هذا العمل وبعد تلك المشكلة وغيرها ثم ينتهي العام ولم ننجز شيء من هذه المخططات، أو نحضر ورشة أو دورة معينة ثم نقول بأننا سنستمر بالتعلم والحضور لمثل هذه الورشات، ثم لا نحضرها، وبعد مدة من الزمن تبدأ ضمائرنا بتشغيل صوت الملامة على الوقت الذي مر بلا نتاج يذكر، نستمع لها ونصادق عليها ثم نكرر التجربة ذاتها مع كل مرة.

في دراسات كثيرة حول طريقة التعامل مع العقل قبل أن يغزوه الكسل الذي يقول عنه الإمامُ محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام): " إيَّاكَ وَالكَسَلَ وَالضَّجَرَ، فَإنَّهُمَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرِّ، مَنْ كَسَلَ لَمْ يُؤَدِّ حَقَّاً، وَمَنْ ضَجَرَ لَمْ يَصْبِرْ عَلى حَقٍّ" احدى هذه الطرق هي قاعدة الخمس ثواني وهي العد من رقم خمسة حتى رقم واحد ثم النهوض مباشرة بعد هذا إذا تأخر الفرد أو استهان يبدأ الكسل ببث أفكاره المتمثلة ب(بعد قليل، الجو بارد، طريق المواصلات مزدحم، كيف ستعودين، يمكنكِ انجاز العمل في وقت لاحق، وغيرها)، هذه الأفكار التي تكون نتاج العقل البدائي للإنسان الذي لا يريد تطوير أفكاره أو منجزاته ويحافظ على ما لديه من منجزات سابقة فيعتز بها ويكررها دائما ظنا منهم بأنه فعل ما يجب أن يفعله وانتهى، يجب أن نتغلب عليها بقاعدة الخمس ثواني وأيضا بعملية التلقين حيث يلقن الفرد نفسه بأنه يجب أن يقوم ليفعل هذا الأمر، بعد محاربة مدتها قد تطول الى أسبوع يجد الانسان نفسه مبرمج للخروج تلقائيا دون الحاجة لاستخدام أي طريقة أخرى وكلما انغمس في إنجازاته كلما أراد المزيد، فيتفعل لديه العقل الحديث أو المتطور كما يطلق عليه العلماء ويأخذ بيده نحو تطوير ذاته وبالتالي يتخرج من دائرة الكسل.