كثيرا ما تختل لدينا موازين المشاعر فتارة نصبها في مكان واحد ثم لا نجد لغيره مكان، وتارة أخرى نشتتها فتتوزع بين الجميع من دون استحقاق، وأحيانا نهدرها بصورة تخفض منسوب الاعتزاز بالنفس، وغيرها من الحالات التي لها نتائج قادرة على تحطيم الفرد من الداخل وقد توصله الى الجنون كالخوف في غير مكانه وحالات الهلع غير المبررة، والتي لو سيطر عليها الانسان في وقت سابق لا تتفاقم عنده وتأخذه الى نهاية مأسوفة.
فعلى مستوى المشاعر التي يهبها الانسان للأخرين فهناك سُلّم الأهم والمهم ثم الأقل أهمية، فمشاعر الحب مثلا، تبدأ من أعلى الهرم حب الله عز وجل والنبي الأكرم وآله الأطهار عليهم السلام ثم العائلة والأصدقاء وبعضا من الأقارب وقليلا للمشاهير _ أصحاب المحتوى_ وهكذا، فإذا ابتدأتْ المعادلة من النهاية أضاع الفرد نفسه ومشاعره ووقته وطاقته النفسية التي من الممكن أن تصنع منه شخصا مميزًا، ومشاعر الكره كذلك تهدى الى الأبعد فالأبعد، لأنها لو تقربتْ كثيرا أهدى الفرد نفسه للغربة على طبق من وجع، وهكذا تُقاس كثيرا من المشاعر التي تندرج بين هذين الشعورين.
أما المشاعر التي تهيمن على الفرد: كالخوف والقلق والرهاب وغيرها، هذه التي قد يجدها الفرد في شخصيته منذ البداية أو يكسبها نتيجة لمواقف معينة، فأيضا قابلة للبرمجة ولو تُركتْ فأنها تأسر الفرد لتوصله الى حالات لا يُحمد عقباها، ولها طرق معالجات عدة تبدأ من إرادة الفرد نفسه بالتغلب عليها، فمثلا الخوف المفرط من حشرة معينة والذي غالبا ما بكون سببه موقف أو شخص معين، تبدأ معالجته خلال خطوات، بدايتها النظر اليه في الصور والتعرف على مخاطره وكيفية التعامل معه، ثم رؤيتها في الواقع كثيرا والتقرب منها ميتة، ثم وهي على قيد الحياة، شيئا فشيئا يخف منسوب الخوف و قد يصل الى مرحلة قتلها وحملها باليد أيضا!
أو الخوف من فقد أحدهم التي تلازم كثير من الأمهات، الذي يُتخلص منه بالتسليم الى أن الفقد هو حاصل لا محالة، وما عليهن إلا القيام بدور الحماية وترك الأمر لله عز وجل.
فللمشاعر مكيال معين يجب أن تُقسم في حدوده، زيادتها مضرة للفرد، وقلتها مجحفة له، فلا بد من وضع ميزان لقياسها بين مدة وأخرى وتحديد أولويات اهداءها وسيطرتها.
المرفقات
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري