مما لا شك فيه إن الطبيب يقوم بمسؤولية حيوية في الفريق الطبي, لكن اكتساب المهارات اللازمة لذلك يحتاج إلى سنوات من التعليم والتدريب في المراكز العلمية المؤهلة لفعل ذلك.

لكن يبدو أن الغد قد يحمل لنا المزيد, تشير الأبحاث إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على تفسير الصور الطبية باستخدام خوارزمية التعلم العميق، حيث وجدت دراسة أن الذكاء الاصطناعي على قدم المساواة مع الخبراء البشريين عندما يتعلق الأمر بإجراء تشخيصات طبية بناءً على الصور. حيث تصاعدت في الاونة الاخيرة عمليات الدمج بين الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية, وتطورت طرق استخدام الحاسوب في مساعدة الاطباء ومقدمي الرعاية الصحية. إذ نجحت بعض التقنيات التي تم تجربتها في التعرُّف على بعض العلامات والتي لم يجرِ ملاحظتها من قبل الأطباء، وهو ما قد يعني دقةً أكبر بالمقارنة بتشخيص الأطباء.

ان الذكاء الاصطناعي سيقود ثورة في مجال الطب, حيث اصبح من السهل تشخيص الامراض وتتبعها ومعرفتها بدقة لا يمكن للعين البشرية الوصول اليها وكذلك التمكن من اجراء عمليات جراحية غاية في الدقة بإستخدام روبوتات متناهية الصغر في العمليات الدقيقة والخطيرة.

وتتمحور قضايا تقنيات الذكاء الاصطناعي أساسا حول محاكاة القدرات البشرية مثل التفكير المنطقي والتعلم، وحول مسألة ما إذا كان يتفوق في قدرته على تحليل البيانات الضخمة والتوصل إلى استنتاجات علمية دقيقة خلال فترات قياسية. وعليه, يمكن للباحثين تدريب أجهزة الكمبيوتر على التعرف على الأنماط المرتبطة بحالة معينة، وذلك من خلال جمع كميات هائلة من البيانات التي يتيحها التصوير الطبي ونقلها إلى أنظمة الشبكات العصبية الاصطناعية التي تتبع خوارزميات معينة لتحليل البيانات واتخاذ قرارات بشكل مشابه لما يقوم به العقل البشري, وكلما كانت كمية البيانات أكبر اصبح التفسير أسهل وأيسر، حيث أنّ المقومات التي يحظى بها الذكاء الاصطناعي في مجال الطب أبعد ممّا قد يتصوره البعض، وهذا ما يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات صائبة وسريعة في الوقت ذاته وبجهد اقل.
 

أكثر التطبيقات الواعدة في مجال الرعاية الصحية:

1- تحليل صور الأشعة بمساعدة الذكاء الإصطناعي

2- مساعدة أطباء علم الأمراض والأنسجة على تشخيص عينات المرضى

3- المساعدة في تطوير الدواء بشكل أسرع

4- المساعدة في العمليات الجراحية

5- مساعدة الطواقم الطبية كالتمريض، المعالج الطبيعي، اختصاصي التغذية وغيره

 

مع التقدم التكنولوجي الهائل وتطوير المزيد من التقنيات الأكثر ذكاء واستمرار التقدم في انتاج الروبوتات التي تقوم بالعمليات الجراحية عوضا عن الطبيب، يخشى الكثيرون -بمَن فيهم العاملون في المجال الصحي- أن تفتكّ منهم أنظمة الذكاء الاصطناعي وظائفهم. إلا أن المؤشرات الحالية تُنبئ بشكل واضح أن التكامل بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي هو الطريق الأمثل لتحقيق الثورة القادمة في القطاع الصحي. اذ ليس من المتوقع ان يفقد الجراحون وظائفهم لصالح الروبوتات في وقت قريب, لكن وجود مساعد جدير بالثقة مثل الروبوت الذي يصل لمناطق دقيقة داخل الجسم يمكن ان يزيد من سلامة اجراء العمليات الجراحية, والحد من الاخطاء البشرية, ويسرع من تعافي المريض وبالتالي تحسين النتائج النهائية في مجال الرعاية الصحية. وعلى الرغم من ذلك, يخشى المرضى ومقدمو الرعاية الصحية من ان يؤدي نقص الرقابة البشرية, واحتمال حدوث اخطاء في الآلات الى حدوث مشاكل معقدة.

ختاما, على الرغم من هذه المخاوف, فإن تطور الذكاء الاصطناعي واشتراكه بصورة متزايدة في الرعاية الصحية هو أمر لا مفر منه. ولكن كما تشير هذه الاستخدامات المذكورة, فإن الفوائد المحتملة لهذه التقنية قد تفوق مخاطرها.

م.م. علياء مهدي مال الله